من خلال متابعتي لردود أفعال الهلاليين إعلاما وجمهورا وهم (يول ولون) عقب هزيمة فريق ناديهم الكروي الملقب بـ(الزعيم) وهو لقب انتهت صلاحيته مع بداية الألفية الثالثة من فريق نادي (الفتح) في مباراة (تاريخية) أقيمت على أرضهم وبين جماهيرهم تذكرت الفنان المصري (سعيد صالح) في مسرحية (مدرسة المشاغبين) وهو في حالة (ذهول) يصرخ بأعلى صوته ساخراً مما تعرض له زميله (عادل إمام) بقوله (مرسي الزناتي انهزم يا رجالة) وكأنه حدث عظيم و(مفاجئ) بالنسبة له لا يمكن له تصديقه فأراد أن يعمل من هذا الحدث (هيصة وزنبليطة) من باب التحريض حتى تعود لشلة الفصل هيبتها بعدما يتم رد اعتبار فوري لـ(زعيمهم) المهزوم.
ـ تلك العبارة (المفخفخة) هي الوحيدة التي وجدت فيها (شبه) كبيرا لحالتين كلاهما لا تستحقان (التهويل)، فما حدث للطالب مرسي الزناتي كان بمثابة (عقاب) يستحقه لتقويم وتعديل سلوكه، بينما هزيمة الهلال تعتبر حالة (طبيعية) لفريق لا يستحق الفوز وفريق حضر لينافس كان يلعب لحصد النقاط الثلاث بجدارة فتحقق له ما يريد بناء على مقومات (فنية) قدمها اللاعبون في ملعب المباراة بقيادة مدربهم (الذكي) جدا فتحي الجبال الذي عرف نقاط ضعف خصمه فأعد العدة له بخطة محكمة (ما تخرش الميه) وبنتيجة اتسمت بـ(الرحمة) حيث كان من الممكن أن تكون (ثقيلة) جدا بدليل أن الفريق الفتحاوي في النصف الساعة الأولى من زمن المباراة كانت له (5) ضربات ركنية وذلك من جراء ضغط الهجوم المتواصل على مرمى (حسن العتيبي).
ـ في المقابل وعلى النقيض تماما أرى أن عبارة (الهلال انهزم يا رجالة) تعد صدى متوقعا و(طبيعي) أيضا من إعلام وجماهير على مستوى كبير جدا من (الوعي) إذا لم يقللوا من شأن وقيمة الفوز (الفتحاوي) بمبررات تنصب في إطار حملة (تشكيك) تجاه حكم اللقاء أو النيل من لاعبي الفريق المنافس ولعل وضع الفريق الهلالي على مستوى مباراتين متتاليتين لم يساعدهم على القيام بذلك وبالتالي ساهم بظهورهم تلك (المثالية) المستغربة والتي لا أرى حرجاً من الإشادة بها وإبداء (إعجابي) الشديد بأصحابها متمنياً استمرارها وألا تكون حالة (خاصة) ليس إلا.
ـ في ذات الوقت بإمكاننا أن نفسر ردة الفعل الهلالية لخسارة متوقع حدوثها لأي فريق كبير فيها نوع من (التحريض) ضد الإدارة واللاعبين ولهذا أخذت مساحة كبيرة من (التهويل) الإعلامي الذي وصل لنفس مستوى الفكر الذي انطلق منه (الممثل) سعيد صالح في (تفخيم) الموقف بقوله (مرسي الزناتي انهزم يا رجالة) على أنه بمقدورنا أن نتجه بذلك (التضخيم) إلى توجه (إيجابي) جدا الغاية منه إشعار المدرب الجديد واللاعبين بخطورة ما حدث ليستشعروا جميعاً بحجم مكانة الأزرق وفداحة هزيمة لا تليق بتاريخه وبأسماء (نجوم) لا يوجد شبه مقارنة بينها وبين (نجوم) فريق الفتح الذين ربما يعادل قيمة التعاقد معهم جميعاً قيمة لاعب أجنبي محترف في الهلال فكان لابد من أن نسمع تلك (الصرخة) التي هزت مطابع المؤسسات الصحافية وشاشات القنوات الفضائية وصفحات التواصل الاجتماعي وجميع الجرائد والمنتديات الإلكترونية (الهلال انهزم يا رجالة) على أمل أن تكون (الأخيرة) لفريق كبير مثل الهلال الذي من المعروف أن (وراه رجالة مش حسيبوه الين حيوقع) ولا إيه يا رجالة؟.