|




عدنان جستنية
الوطنية بين التميز والمجد الشخصي‎
2012-08-14

 



لم أستطع التخلص من سؤال الأمس الذي طرحته في السطر الأخير من همس كان عنوانه (بين أمريكا ولندن هناك سؤال) حيث وجدته يطاردني بشكل ليس له علاقة بقارئ طلبت منه البحث عن إجابة احترت فيها بقدر ما أنه أدخلني في دوامة حالة إعجاب (خصيت) بها الفارس الذي كان بإمكانه أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه (كمال باحمدان) إذ إن المبادرات التي أقدم عليها بدءا من فكرة تأسيس صندوق دعم رياضة الفروسية وانتهاء بتبرعه بثلاثة ملايين يورو لشراء الخيل الذي شارك به في السباق العالمي الأولمبي فتحت أمامي أبوابا كانت مغلقة لسؤال ربما خطر على بال غيري أيضا ويشاركوني نفس الأمنية في معرفة الإجابة عليه. 


ـ السؤال بالمختصر (المفيد) هل كل تلك الخطوات التي أقدم عليها هذا الشاب المقتدر ماديا كانت الغاية منها الحصول على (تميز) ينشده لذاته شخصيا وبما يشبع غروره من شهرة وأضواء إعلامية تسلط عليه أم أنه وضع سمعة الوطن كدولة هي جل اهتمامه في المقام الأول لتنفرد بصفة التميز عن بقية دول أخرى مشاركة في سباق المنافسة؟ وما ينطبق عليه ينطبق على بقية زملائه، طبعاً هناك فرق كبير بين الحالتين مع التأكيد بأن طموح تحقيق الإنجاز الشخصي حق لا يلام عليه من يسعى للبحث عنه بكل ما فيه من مغريات لا يمكن تجاهلها ولكن حينما يكون الوطن هو (الهاجس) الأول وفي رأس القمة عندها بمقدورنا الإجابة على سؤال الأمس الذي تضمن مقارنة بين مرحلة تحققت فيها إنجازات عالمية للكرة السعودية شهدتها أمريكا ومرحلة أخرى لها علاقة بالزمن الحاضر وبرياضة الفروسية مازلنا نعيش أوجه أفراحنا بها وميدالية برونزية وثلاثة أبطال احتفينا بهم عبر أوسمة ملكية تشرفوا بنيلها من ملك هذه البلاد تقديراً منه (حفظه الله) بعدما شرفوا (سمعة) المملكة في محفل أولمبياد لندن. 


ـ حينما ننظر إلى جيل (ماجد عبدالله) على مستوى كرة القدم ومنتخب كان له وزنه وهيبته آسيويا في ذلك الوقت هل كان (التميز) محصورا كطموح عند اللاعبين فقط أم أن القيادة بكل شخوصها كانت هي الأخرى تشاركهم نفس الطموح من خلال (طفرة) مالية سبقت ذلك ساهمت في بناء منشآت الأندية وقفزات سعى إليها أمير (الرياضة والشباب) الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) ليظل هذا الوطن (شامخاً) بأبنائه (متميزا) بإنجازاته ولم يكن هذا التميز متقوقعا في حدود (كورة وبطولة) إنما هناك من كان حريصا بأن تكون المملكة العربية السعودية في المجال الرياضي عموما لها وزنها الكبير بين دول العام وثقلها في صناعة القرار لدى أعلى سلطة دولية في كرة القدم وهذا ما هو حاصل الآن من اهتمام يخص رياضة الفروسية على عكسها تماما كرة القدم حيث إنه من الملاحظ وجود (صراع) خفي بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المالية أسبابه غير معروفة حتى مجلس الشورى أصبح له موقف ولا ندري كإعلام رياضي سعودي من المتسبب في هذه الأزمة القائمة وإن كنت أرى أن الحل لهذه المعضلة يكمن في مبادرة إنشاء (صندوق) لدعم الكرة السعودية شبيه لصندوق الفروسية وإن كنت أشك كثيرا في أن يحظى بنفس الدعم وذلك لسبب بسيط جدا مرتبط بطموح (التميز) حيث تجد من الصعوبة جدا على مستوى كافة من لهم علاقة بمنظومة الكرة السعودية مسؤولا في أعلى هرمها أو في الأندية بما فيها من أجهزة إدارية ولاعبين من ينظر إلى التميز من خلال نظرة (وطنية)، فالكل يركض لبلوغ مجد شخصي لذاته وما عدا ذلك لا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد وهنا لب وأصل وأساس المشكلة التي تعاني منها أنديتنا ومنتخباتنا، وأنا وأنت وغيرنا مصرين على طرح هذين السؤالين الغبيين:


ـ ماذا جرى للكرة السعودية؟ وما سبب تدهور سمعتها وغياب تميز كانت تتميز به ومحسودة عليه؟.