لن آتي بتهنئة أفضل مما كتبه الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس أمناء صندوق الفروسية بمقاله المنشور أول أمس السبت تحت عنوان (دمعة كمال.. دمعة وطن) ولن أبالغ حينما أسجل اعترافاً صريحاً بأنني بعدما تأملت في مقال سابق نشر قبل أسبوع (بلاغة) نظم حروفه المشعة بأضواء السعادة والمشرقة أملا أحسست بعجز عن مجاراته في سطور تجلت في ثنايا مضامينها براعة الكلمة وروعة في الوصف وجودة بالغة في نثر المعلومة عبر سياق أدبي منح الرياضة عموما ثوباً أنيقاً لمسناه في صورة فارس بطل اسمه (كمال باحمدان) وزاده جمالا وأناقة لوحة (فنان) تغزلت أنامله بالوطن ومنتجه الفاخر ثم في حجم ثقة (غالية) وضعها الوالد القائد في أبنائه المخلصين فكانت الفرحة في يوم خالد شاهدنا فيه (تكريما) مبهرا يعبر في لقاء (أبو متعب) عن معان بليغة جدا لكل من صنعوا وساهموا وشاركوا في تحقيق هذا الإنجاز (التاريخي). ـ أمام حالة إعجاب بقصيدة ناثر الحب رأها نظري اكتفيت بالاستمتاع إلى (همس) يناديني يا هذا تكتب ماذا؟ وعن ماذا؟ فمن الصعب ومن الخطأ أن تقدم على خطوة تحاول من خلالها وضع نفسك في مأزق مقارنة مع أصحاب (التخصص) وهو واحد من بين (عشاق) رياضة الفروسية وإن كنت أرى أن حصولنا على الميدالية (البرونزية) إن اعتبرناها (نقطة تحول) في مسيرة إنجاز يفرض على المهتمين بالرياضة عموما (مسؤولية) أكبر في الأولمبياد المقبل فإنني أتمنى من الأمير الوزير وهو الرياضي (المثقف) أن تسترجع ذاكرته معي زمن كيف كانت الرياضة المدرسية تعني شيئا مهماً في حياة الطالب وأنا أعني الغالبية العظمى من الألعاب الفردية والجماعية لمسنا في تلك الفترة تأثيرها ونتاجها عن طريق أندية ومنتخبات نظمت لها منافسات ساهمت في صقل المواهب وانتشار اللعبة وحب لا يقتصر فقط على كرة القدم ولو سرنا من تلك السنين في نفس الخط الذي كنا عليه لكان اليوم خطابنا الإعلامي مختلفا تماما نزهو افتخارا بإنجازات وليس إنجازا (يتيماً) نعتز ونتباهى بأرقام وجوائز ذهبية وفضية وبرونزية لن أقول بأننا بها سوف ننافس الصين وأمريكا إنما نكون قد وضعنا أقدامنا الآن في الصفوف الأمامية وباتت لنا مكانة كبيرة بين الأبطال ولتحولت (أحلامنا) إلى لغة مبهجة لا تجلب (الملل) ولا توحي بـ(الإحباط). ـ كأني وأنا أقرأ اليوم عناوين (الاحتفاء) بالبرونزية أستعيد ذكرى (نطة) فرح امتزجت مع صوت الإعلامي المبدع (علي داوود) وقفزة مجنونة أعادتني إلى أيام المراهقة والطفولة حينما كنت ضمن أعضاء البعثة الإعلامية المتواجدة في بطولة كأس العالم بأمريكا كدنا نفوز على هولندا وتفوقنا على بلجيكا والمغرب ووصلنا للدور الثاني فكان الاحتفاء بذلك الإنجاز وذلك المنتخب من المليك والوطن فيه (شبه) كبير بفرحتنا اليوم برياضة الفروسية وشموخ فارس بطل. ـ 40 مليون يورو كانت تكلفة تحقيق ميدالية برونزية في أولمبياد لندن وهو رقم قد نصعق من حجمه ومن ذكره ونطقه ولكن هي الحقيقة ولعل الحقيقة الأهم هو ذلك الصندوق ومنبع فكرة تأسيسه ليأتي البطل (كمال باحمدان) مكملا تلك البدايات للنهوض بالفروسية فدفع من جيبه الخاص (تبرعاً) لدعم هذا الصندوق ليبارك المليك هذه الخطوة محفزا أهدافها حتى الفرس التي كانت معه أنفق عليها مبلغ يزيد عن (3) ملايين يورو وهنا الحقيقة الأهم التي نتحدث عنها بلغة الأرقام نبحث بعمق عن سؤال جدير بنا أن نطرحه وهو (إن ما تحقق في (84و94م) على مستوى كرة القدم ثم الآن في أولمبياد لندن على مستوى الفروسية هل كان نتاجاً لصرف ودعم مادي ظهر تأثيره في هذا الحضور المشرف في كلتا المرحلتين.. كنت أتمنى أن أعرف الإجابة إلا أنني لا أملكها فهل من مجيب؟.