كنت من أشد المنتقدين للسيد محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عقب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي صدر بحقه بإقالته من منصبه القيادي بالقارة الصفراء بعد فضيحة الرشوة التي اتهم بها بحكم أنني (صدمت) كثيرا في شخصية رياضية لها مكانة كبيرة في قلبي وعقلي لأكتشف بدون أي مقدمات أنها الوجه القبيح الذي كان لسنوات (مغطى) مخبئاً كل ألوان الغش والخداع، فكان لابد من ردة فعل المفاجأة التي اغتالت الوجه الجميل الذي أحتفظ به في ذاكرتي وشوهت الصورة كاملة والبرواز أن أكون (عنيفاً) معه أضرب في المليان وكأن بيدي (خيزران) لا أريد أن أرفعها من شدة الألم وقوة الصدمة وحال لساني يقول هذه آخرتها يا ابن همام تطلع (كذبة كبيرة) صدقناها وأنت الذي كنت تمثل لي ولكل مواطن عربي خليجي نموذجا مشرفا لنجم كبير موضوع في العلالي وصل لما وصل إليه بكفاحه وكفاءة يحسد عليها ..آه يا حرام يا خسارة.. هكذا كانت أحاسيسي ومشاعري عندما تلقيت الخبر ولهذا لا غرابة تلك (القسوة) التي كنت عليها، فأعتقد أنها كانت (طبيعية) جدا. ـ واليوم وأنا أحتفي مع محمد بن همام وكل محبيه بـ(براءته) بحكم صادر من أعلى سلطة قضائية رياضية في العالم فلن (أعتذر) له إطلاقا عن كلمات أشبه بلكمات وجهتها له في وجهه أو طلقات (رصاص) صوبتها له في صدره ورأسه ذلك أن دفاعه عن نفسه أجدني (مفتخرا) به وحتماً أن له معاني كبيرة وقيمة دلت أن الجرح بالنسبة لسمعته وكرامته وتاريخه كان (عميق) جداً جداً وهو أمام الناس والتاريخ أصبح في مواجهة مصيرية لمستقبل غامض ينتظره إما (الموت أو الحياة) ليس المهم عنده تحقيق الانتصار على (بلاتر) وكل من (تواطؤا) معه فهؤلاء يمثلون الوجه القبيح الذي بات لا يعني له شيئا بأي حال من الأحوال فالذي يهمه أكثر هو الوجه (الجميل) بكل ما يحمل في ملامحه وأدق تفاصيله الظاهرة والمخفية من صفاء ونقاء وصدق وإخلاص إذ يجب أن تقول (العدالة) كلمتها الفاصلة والنهائية ليبقى مشعاً ضوءه ونوره وفي وجوده ضربة قاضية للوجه القبيح وأعوانه وهنا. من المؤكد يصبح الانتصار لمحمد بن همام طعم آخر وفرحة لا توصف. ـ أتفق مع (أبو جاسم) على وصفه الدقيق الذي شبه خصومه والبعض ممن ينتمون للوسط الرياضي بـ(الوجه القبيح) للرياضة، وأحسب أن الصراع القوي الذي خاض تجربته المريرة قاده بكل اقتدار لاقتحام حلبة (الحق) ورغبة جامحة تزهو بالشجاعة وروح (الكبرياء) ليكسب المعركة وقد نجح في ذلك ولهذا نبارك له هذا النجاح ولعل الذي أعجبني أكثر هو إعلانه (التحدي) وعدم الاستسلام بإصراره وتمسكه بمنصبه وهو بذلك يمهد لخوض معركة أقوى ضد من خذلوه من زملاء له في الاتحاد القاري الذين كانوا في يوم من الأيام خاتماً في أصبعه، وأحسب المعركة الأقوى هي ستكون ضد من اغتال سمعته بخنجر الكذب والافتراء ليرد اعتباره عبر عقوبة تقرها كل الأديان السماوية وهي (السن بالسن والبادئ أظلم)، نسأل الله أن ينصره في كفاحه متمنياً وهو يمارس سلطته كرئيس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم مواصلة دفاعه عن المبادئ والقيم الأخلاقية واستمرارية نضاله الحضاري في بلوغ نجاحات أخرى لاتحاد قاري لا ننكر مدى التقدم والتطور الذي وصل إليه منذ أن استلم زمام دفة قيادته وهو (الوجه الجميل) الذي زادنا معرفة بشخصية (محمد بن همام) القطرية الخليجية.