جرت العادة السنوية ربما لدى جميع من يرغبون الاستمتاع بإجازتهم السنوية في فترة الصيف داخل المملكة أو خارجها بما في ذلك كاتب هذه السطور الاهتمام فقط بالمكان الذي سيقضون فيه جل أوقاتهم بما يتوفر به من أجواء مناخية يستنشقون الهواء الجميل بعيدا عن طقس شديد الحرارة ورطوبة عالية جداً إضافة إلى ركض خلف أماكن ترفيهية وتسويقية دون اهتمام براحتهم البدنية والذهنية وكل ما يتعلق بجوانب صحية من الممكن ان تستغل استغلالا جيدا في مثل هذه الإجازات لو تم وضع برنامج يحقق الفائدة المرجوة من تغيير شامل له تأثيره البالغ عقب عودتهم ليبدأوا حياة حلوة متجددة بكل ما لديهم من حيوية ونشاط. - فهذا العام وبناء على استشارة احد الأقارب غيرت الروتين السنوي الذي تعودت عليه بعدما نصحني بقوله أن أردت أن تعرف المعنى الحقيقي لـ(الاستجمام والراحة) فما عليك الا أن تشد الرحال إلى منتجع صحي في احد مدن التشيك حيث تتوفر في هذا المنتجع كل سبل الراحة التامة بما في ذلك من رعاية صحية على أعلى مستوى وقد وجدتها فرصة مناسبة لاصطحاب زوجتي معي للعلاج من مشاكل صحية تحتاج إلى هذه النوعية من المنتجعات بما هو مهيأ فيها من مناخ صحي كفيل بتحقيق الراحة والعلاج من أمراض هذا العصر الا أنني عقب وصولي هناك وتعرفي على بعض الإخوة السعوديين وجدت نفسي بعد مرور أسبوع منخرط معهم في برنامج خاص لـ(التخسيس) لأخفف من (كرش) سببت لي زيادة في الوزن أثرت بوضوح على لياقتي البدنية حيث أجد صعوبة بالغة في التنفس لمجرد أي جهد بسيط أقوم به وهي حالة جديدة لم أكن اشعر بها قبل ستة أشهر ولكن نتيجة الإفراط في الأكل وعدم ممارسة (الرياضة) يوميا أدى ذلك إلى ظهور تلك الكرش ورجل ينهج من التعب لأقل مجهود يقوم به وكأن عمره في الثمانينات الا انه بعد مرورأسبوعين من اتباع البرنامج من الطبيب المختص في هذا المنتجع سواء من خلال قيامي بـ(حمية) مطلوب مني الالتزام بها ونشاط رياضي يوميا اقوم به يرتكز اسسه على رياضة (المشي) وذلك لمدة ساعة بما يعادل قطع مسافة (5) كيلو متر باستخدام عصاتين خصصتا لهذا النوع من المشي تحت اشراف مشرف يقوم بمهمة مراقبة ومتابعة (المجموعة) التي معه ولا يزيد عددها عن (5) أفراد ناهيك عن تمارين سريعة تقدم اثناء القيام برياضة (السباحة) لمدة (45) دقيقة إلى جانب برامج اخرى مرتبطة باجهزة طبية لها علاقة بإذابة الدهون وحرق السموم الموجودة في الجسم إضافة إلى تمارين رياضية خفيفة لبعض العضلات التي أشبه ما تكون انها كانت (معطلة) وتم اعادة الحياة إليها من جديد. ـ أكثر ماشجعني على لكتابة عن هذه التجربة (المفيدة) والممتعة دون الغوص في تفاصيل تحتاج إلى صفحة كاملة هو كما وجدت اننا(مقصرون) في ممارسة (الرياضة) وهو تقصير لاحظته على كثير من السعوديين الذين (نزلت) أوزانهم بشكل ملحوظ وملفت للنظر ففيهم من كان وزنه (135) كيلا ونزل بعد ثلاثة أسابيع إلى (90) كيلا وقد كانوا سعداء جدا بحصة (المشي) بالعصي وفي أوقات أخرى يتحمسون للمشي اكثر من مرتين في اليوم عبر مبادرات ذاتية ويستعينون أحيانا بـ(الدراجات) يقودونها لمسافات طويلة كل ذلك يقومون به (أملا) في ان يستجيب الجسم وتنخفض اوزانهم. ـ رغم انني لا أعاني من (البدانة) ولله الحمد الا انني شعرت بـ (حلاوة الحياة) عبر ممارسة النشاط الرياضي وأحسست ان جسمي أصبح خفيفا وبإمكاني ممارسة رياضة (الجري) دون إرهاق كنت أعاني منه (يكتم) أنفاسي عندما أخطو خطوات قليلة او أثناء صعودي لسلم تزيد عدد درجاته عن (6) درجات , أدركت عقب انتهاء البرنامج والاستفادة التي استفدتها انا وزوجتي ولمستها على اكثر من شخص تكونت علاقة صداقة جيدة فيما بيننا ومن بينهم الزميل عبدالله المري الكاتب بجريدة (قول اول لاين) حجم فائدة رياضة المشي والسباحة وكم كثير منا (محروم) منها ومن (حياة حلوة) نفتقدها بسبب مشاغل هذه الدنيا و(كسل) يسيطر علينا وحب لـ (الأكل) بدون حساب نفرط فيه لا نشعر بعواقبه الجسيمة الا بعدما أن تداهمنا الأمراض او بعد فوات الأوان , على انه بعد انتهاء البرنامج شاركنا في برامج ترفيهية بريئة وقمنا أيضا بالتسوق. ـ جميل جدا ونحن في هذا الشهر الفضيل أن نستثمر فرصة عبادة (الصوم) لنجري تعديلا على نظام برنامجنا (الغذائي) لنعرف قيمة وحكمة الحديث الشريف (صوموا تصحوا) ولا يمنعنا ذلك من ممارسة أي نشاط رياضي حتى وإن وصلنا لسن متقدم فقد شاهدت في بلد (التشيك) كبارا في السن أعمارهم فوق السبعين ذكورا وإناثا يستمتعون بالحياة لان الرياضة جزء مهم ورئيسي من حياتهم اليومية.. وكل عام وانتم بخير.