|




عدنان جستنية
نواف بن فيصل هذا (الشبل) من ذاك الأسد
2012-05-26

ـ استثمر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل مناسبة الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين ملكاً للمملكة العربية السعودية ليعلن عن عفو شامل لكل الرياضين الذين صدرت بحقهم عقوبات في هذا الموسم؛ ومثل هذه المواقف (الإنسانية) النبيلة ليست في الواقع غريبة على (ولاة أمرنا)، ولا على مجتمعنا السعودي المسلم، حيث إن العفو والتسامح من شيم (الكرام) والتي حثنا عليها ديننا الحنيف في محكم كتاب الله المنزل القرآن الكريم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الشريفة التي توضح فضل هذه الصفات والخصال الحميدة وأهمية بثها كسلوك خاص يتميز به الإنسان المسلم في تعامله مع أخيه المسلم مهما وصلت حدة الخلاف والقطيعة بينهما أو أن أقدم على ارتكاب خطأ لا يغتفر فبادره الشخص الذي أخطئ عليه بالعفو عنه، وهناك أخطاء صغيرة تعتبر من الزلات التي يمكن التهاون حولها وغض الطرف عنها.. أما الأخطاء الكبيرة فقد تصل في بعض الأحيان إلى مرتبة نوع من أنواع (الجريمة) كالقتل الذي يستدعي تطبيق (القصاص) فيه بالقتل ما لم يعفو أهل القتيل.. ويوجد في بلادنا -والحمد لله- نماذج جداً (مشرفة) لمواطنين بادروا بالعفو يرجون الأجر والثواب الكبير من الله تعالى لعظمة هذا الأمر عنده سبحانه الغفور الرحيم. ـ ومن منطلق الحرص منا كإعلاميين على دعم مثل هذه الأخلاقيات والسلوكيات الفاضلة فلقد تعرضت في الموسم الماضي إلى (ظلم) فادح من مسؤول له علاقة بمركز الاحتياجات الخاصة اتهمني بهتاناً وافتراءً وشهّر بي عبر وسائل الإعلام وذلك لحاجة في نفسه، وفي نفس القائمين على المطبوعة، الذين حرضوه وساعدوه على ذلك، وعلى الرغم من ثبوت براءتي من خلال التحقيقات التي أجراها مكتب رعاية الشباب بجدة برئاسة أحمد الروزي ولم يتم الإعلان ذلك كحق من حقوقي، فإنني أشهد الله والله على ما أقول شهيد من خلال همسي المتواضع أعلن عن (عفوي) لذلك المسؤول الذي أساء إليّ هو ومن شاركه في ذلك العمل الذي لا يرضي الله ولا رسوله. ـ كما أنني استثمر هذه المناسبة الغالية على قلب كلّ مواطن في هذه الأرض الطاهرة وأعلن أيضاً عن عفوي للجنة الانضباط على الرغم من الظلم الذي تعرضت له من أعضائها بالموسم الماضي حينما تعاملت مع تصريحاتي التلفزيونية من خلال موقعي الرسمي في نادي الاتحاد، في حين أن ما صرحت به جاء عن طريق علاقتي بـ(الكلمة) وبالإعلام الرياضي وأحمد الله أنه نصرني بوقفة صادقة من (أمير الرياضة والشباب) أحد أبرز الداعمين للكلمة الحرة ومثل هذه المواقف المناصرة لـ(الحق) ليست غريبة على (نواف بن فيصل)، فلقد (ورث) عن أبيه الأمير الراحل (فيصل بن فهد) خصال الفراسة والشهامة والكرم والتسامح والدفاع عن الحقّ.. وقد كان له معي -رحمه الله- مواقف لا تنسى ستبقى بإذن الله في ميزان حسناته ويجزى عنها خير الجزاء. ـ وعلى ذكر مبادرة (العفو والتسامح)، فلقد أطلق زميلنا القدير (أحمد صادق دياب) رئيس لجنة الإعلام والإحصاء عبر حسابه الخاص في (تويتر) قبل فترة مسابقة لأفضل تغريدة تدعم بث ونشر روح التسامح في مجتمع (المغردين)، وقد لاقت هذه المبادرة إقبالاً شديد من الغالبية العظمى ممن لهم حساب في توتير، وقد شاركت بتغريدة أعلنت آنذاك عن أنني (مسامح) لكل من أساؤوا لي بتغريدات خرجت عن نص الأدب والحوار. ـ في مجتمعنا الرياضي والإعلامي نحتاج إلى مثل هذه المبادرات الطيبة، ولنا في سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم (القدوة الحسنة) حينما أساء إليه قومه من أهله وعشيرته أثناء دعوته، إلا أنه في يوم فتح مكة أعلن عن عفوه لهم جميعاً ودعا لهم عليه السلام بقوله (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).