|




عدنان جستنية
إعفاء كلمة من 5 حروف
2012-05-15

ـ حينما علمت بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم سوف يصدر قراراً بـ(إعفاء) المستشار القانوني والمحامي الكبير الدكتور (ماجد قاروب) من جميع المناصب التي كان (يستحوذ) عليها والتي لها علاقة مباشرة بتخصص مرتبط بـ(العدالة)، تبادر إلى ذهني في لحظتها تلقائيا القرار الذي اتخذ بحق عضو شرف نادي الوحدة (جمال تونسي) وأحسب أن كثيرين مثلي ممن تلقوا هذا الخبر شاركوني نفس الاستنتاج، وعمق عندي هذا الشعور أن القرار صدر يوم (الأحد) الماضي في نفس اليوم من الأسبوع الذي قبله تمت فيه اتخاذ العقوبة القاسية ضد (أبو رامي)، إلا أنه عقب اطلاعي جيداً على القرار وقراءته بتمعن أثناء وجودي في قناة (لاين اسبورت)، وجدت أنه لم يحتوِ في مضمونه ما يشير إلى اسم التونسي، وإن كانت هناك بعض (الإيحاءات) الكافية التي تدل على وجود (رابط) قوي بين القرارين وذلك من خلال كلمة (إعفاء) أولاً ثم (المسببات) بما فيها من كلمات (مفخخة) تحمل قدراً كبيراً من الرسائل (الملغمة) المعني بها (قاروب) تمت صياغتها بأسلوب (مهذب) جداً ليعرف مدى عظمة (الكلمة) استخداماتها وتأثيرها، وذلك عن طريق العبارة التالية التي جاءت ضمن البيان (مبدأ العدالة والنزاهة والشفافية والتكافؤ في الفرص)، وكأن رئيس الاتحاد المؤقت وأعضاءه يقولون له بالعربي الفصيح (تجرع من نفس الكأس وحسن وذوق مرارتها). ـ توقيت القرار لذي لم يكن له أيّ مناسبة دلّ على وجود (مبرر) قوي جداً فرض اختيار هذا الوقت تحديداً لأبعاد قاروب من كل هذه المناصب وحينما تستخدم كلمة (إعفاء) مرادف لها مبدأ العدالة والنزاهة والشفافية والتكافؤ، فمعنى ذلك تقريع له، لأنه من خلال إشغاله كل هذه المناصب دلّ على أنه لم يكن حريصاً على تفعيل هذه المبادئ (الأربعة)، مما أدى إلى (الاستغناء) عن خدماته.. ولو أنه هو الذي قام بمبادرة تقديم (الاستقالة) فلِمَ التنويه إلى تلك المبادئ (الأربعة) التي تخلى عنها (القاروب) في ظل ذاتية الـ(أنا) التي سيطرت عليه مما أضطر إلى تدخل اتحاد كرة القدم واتخاذ قرار كشف مدى صبرهم وسكوتهم عليه.. إلا أنه عندما تجاوز حدوده كان لابد من تعريفه أمام الملأ بأخطائه وحجمه الطبيعي وأن (المبادئ) التي كان يدعو إليها هي في واقع الأمر فوقه وفوق الجميع. ـ لا أخفي عليكم أن كلمة (إعفاء) استوقفتني كثيراً وهي عقوبة تعني (إبعاد وإقالة)، وكلها تعطي نفس المعنى والغريب أن عدد حروف كل واحدة منها (5) حتى كلمة (عقوبة) تتكون من نفس العدد، وهذه (الخمسة) وجدت أن لها علاقة مع السنوات (الخمسة) التي تضمنت قرار لجنة الانضباط بمنع التونسي من ممارسة أيّ نشاط رياضي طيلة كل تلك الفترة الزمنية المذكورة، ولا أدري إن جاء هذا الارتباط (الرقمي) بالصدفة أم أن (حكم) هذه الزمن و(عبر) هذه الدنيا التي لا تدوم على حال هي من فرضت هذا التوافق والتلاقي العددي أو أن خيالي الواسع جداً هو من عمل هذه المقارنات التي كانت (غائبة) تماماً عن المحامي (ماجد قاروب) وأيضا عن رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم، وكذلك عن رئيس لجنة الإعلام والإحصاء الذي ساهم بشكل وآخر في (صياغة) قرار يوجع في (العظم). ـ وعلى الرغم من أن هذا القرار فيه تلميحات مرتبطة بالقرار الصادر بحق التونسي جمال ولكن (إعفاء) قاروب جاء بمثابة (رد اعتبار) قوي لرئيس اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة الانضباط إن صحت معلومة (تهميش) لهما، فجاء (القصاص) من قبلهما متطابقاً من جنس العمل والأسلوب الذي أقدم عليهما المحامي الكبير الذي (اغتر) كثيراً حينما رأى الدنيا أقبلت عليه ونسي تماماً اليوم الذي سوف (تكشر) فيه ليجد أنه في مواجهة مع (الحقيقة) مباشرة وعليه أن يتقبلها ويتعظ.. أما بخصوص رد اعتبار عضو الشرف الوحداوي، فما زال الموضوع (معلقاً) حتى إشعار آخر رغم محاولة (الترضية) الظاهرة من قرار فيه كلمة (إعفاء).