في يوم الأربعاء الماضي (عصرا) انتشر عند أكثر من صحيفة رياضية وقناة فضائية خبر العثور على واحد من كؤوس نادي الاتحاد (المفقودة) في أحد محلات الخردة المنتشرة بكثافة في حراج الصواريخ بمدينة جدة وتم تداول هذه المعلومة في برنامج (الملعب) بالقناة الرياضية السعودية وبرنامج (في المرمى) برؤية (مهنية) من خلال متابعة الحدث عن طريق استضافة الشخصية التي أصبحت الكأس في حوزته ويعتقد أنه إحدى (ممتلكاته) الخاصة عقب شرائه بثمن (بخس) حسب تصريحه للزميل (بتال القوس) وقيامه بمهمة (تنظيف) الغبار الذي كان يغطيه حسب زعمه. ـ صحيح أن الخبر (مثير) جدا و(مغر) لأي وسيلة إعلامية لتوليه جل اهتمامها ولكن في غمرة فرحتهم بمادة إعلامية تخص (أشهر) الأندية السعودية فات عليهم (سؤالان) مهمان للغاية كان من المفترض طرحهما (الأول) يوجه لصاحب محلات الخردة أحمد الزهراني وهو لماذا لجأ إلى الإعلام للإبلاغ عن هذه الكأس المفقودة ولم يتواصل مع إدارة نادي الاتحاد مباشرة بينما السؤال (الثاني) مرتبط بتوقيت العثور على كأس يحمل مسمى كأس (السوبر السعودي المصري) في الوقت الذي تشهد علاقة البلدين في الآونة الأخيرة (توترا) فما هو سبب هذا التزامن والغاية من اختيار هذه الكأس لعل هناك من يستطيع فك (رموز) هذين السؤالين برؤية قابلة لتحليل (منطقي) يساهم في معرفة الحقيقة والسر (الخفي) الذي ربما تكون له (أبعاد) أكثر بكثير من كأس تم العثور عليها. ـ منطقيا إن (الزهراني) أحمد الذي قام بالاتصال بالإعلام مادام أنه لم يقم بالاتصال بإدارة نادي الاتحاد فلابد أنه أراد الحصول على هالة (إعلامية) وقد تحقق له ذلك خاصة أنه يعمل (مصورا) في جريدة المدينة أما الجانب (المادي) فقد أفصح عن نواياه (الطيبة) لرئيس الاتحاد السابق (أحمد مسعود) تقديرا منه لابنه المغرم لحد الجنون بتشجيع الاتحاد فإنه لا يمانع بإرجاعه وتسليمه للمسعود وهنا (بيت القصيد) الذي يوحي بأن الأخ (أحمد الزهراني) حريص جدا على أن يكون هناك (شهود) على هذه الواقعة بما فيها من (توثيق) إعلامي لعملية تسليم تتم حتى يصبح هذا الحدث بكل ما فيه من (سخرية) درسا قويا للاتحاديين لكي (يحافظوا) على ممتلكات ناديهم وكأنه (خائف) لو أنه قام بإبلاغ الإدارة وتطوعه بتسليمه يخشى الدخول في (متاهات) تؤدي إلى (دمدمة) المعلومة وإخفائها ولهذا فضل استخدام (الوسيلة) التي تحقق له أهدافه النبيلة. ـ أما فيما يخص العثور على هذه الكأس في هذا التوقيت الذي جاء (متزامنا) مع حدث له صلة بعلاقة متوترة بين البلدين (الشقيقين) السعودية ومصر فلذلك حكمة (قدرية) لا يعلم بها إلا الله من حقي أن اجتهد في (استنتاج) بأهداف إقامة تلك البطولة بما في ذلك من دلالة على حجم (متانة) العلاقة التي كانت بين بلدين (شقيقين) لتذكرنا هذه الكأس بها وتوقيت العثور عليها بأنه مهما حاول (الانتهازيون) التأثير على هذه العلاقة فإنهم لن (ينجحوا) في تحقيق مبتغاهم وأن ما حدث في الأيام القليلة الماضية أشبه بذلك (الغبار) الذي غطى ملامح تلك الكأس الذي سرعان مازال بمجرد (تنظيفه) ولعل زيارة الوفد المصري أول أمس للمملكة العربية السعودية أزالت (وساخة) الغبار ومؤثراته السطحية وقضى على أولئك (الانتهازيين) بالضربة القاضية.