|




عدنان جستنية
مين سبب هذا الخصام؟
2012-04-24

ـ الملاحظ منذ أشهر قليلة أن اتحاد كرة القدم ولجانه أصبح ظهورهم عبر وسائل الإعلام نادراً ما يحدث وكأنهم في حالة (خصام) معها، وأن هناك (اتفاقاً) على مقاطعتها حتى على مستوى لجنة الإعلام والإحصاء (المتخصصة) في الجانب الذي من مهامها الرئيسية هو التعاون والتفاعل مع وسائل الإعلام ومثل هذا (التوجه) لا يقتصر فقط على المشار إليهم أعلاه، إنما امتد إلى وزارات وجهات حكومية وخاصة باتت تتجنب الإعلام حتى أصبحت (ظاهرة) ملحوظة عبر إعلاميين ملؤوا المشهد العام كلاماً وصخباً بينما المعنيون الذين يجب معرفة جهودهم وأن يكون لهم موقف، نجد أنهم مغيبون تماماً لا وجود لهم في ساحة الكلمة والمعرفة. ـ تابعت برنامج (في الثامنة) الذي يقدمه زميلنا داوود الشريان في قناة الـ(mbc) فوجدته يعاني من نفس المشكلة مما يدعوه إلى ترك كرسي (فاضي) مكتوب عليه اسم الجهة ذات العلاقة التي لم تلبِ دعوة المشاركة.. ولا أدري إن كان مثل هذا الغياب موجوداً أيضاً في القنوات التلفزيونية (الرسمية) الأخرى مع أنني أرى هناك حضوراً جيداً لبعض المسؤولين في قناة (روتانا الخليجية) وتحديداً في برنامج (كورة) هذا على مستوى البرامج الرياضية وبرنامج (يا هلا) على صعيد البرامج الاجتماعية وأحياناً في برنامج (إرسال) بالقناة الرياضية السعودية. ـ هذا الغياب أو الامتناع أو إن اعتبرناه توجهاً عاماً مبنياً على توجيه فرض هذا (الخصام) لابد أن له أسبابه ومبررات قوية جداً أدت إلى (التطنيش) بما فيه من (اللامبالاة)، حيث إنه من غير المعقول أن يأتي هذا (التوحد) في موقف واحد لو لم يكن لدى هذا وذاك المسؤول (الثقة) الكاملة بأنه لن يكون تحت المساءلة إن رفض ولم يستجيب لرغبات معدي ومقدمي البرامج بكافة ألوانها وأنواعها مع أنني مذهل جداً من هذه المواقف والتوجهات على اعتبار أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- سبق له أن قام بتوجيه جميع القيادات والمسؤولين بضرورة التعاون مع وسائل الإعلام بالرد والتعقيب، وفي ذلك فوائد أكثر من جيدة للطرفين بما في ذلك من إيضاحات تنقذ متهمين من دائرة الشك والقصور. ـ ربّما يكون السبب في ما يخص المجال الرياضي وعدم التجاوب من قبل اتحاد الكرة ولجانه هو كثرة البرامج الرياضية اليومية والأسبوعية ناهيكم عن أنه في بعض الأحيان يتحول التجاوب بكل ما فيه من (شفافية) إلى مزيد من علامات الاستفهام واستفزازات تؤدي إلى رفض التعاون أو أن حجم الأخطاء القصور وعدم معالجتها أول بأول ثم تكرارها نتيجة غياب المتابعة والمحاسبة أصبح الموقف صعباً لتقديم المبررات والأعذار. ـ أن هذه الظاهرة (الخطيرة) ينبغي أن لا تتفاقم أكثر وبالتالي يجب أن تلقى الاهتمام من أعلى مستوى ومن ثم معرفة أسبابها وإلا فإن نتائج (الصمت) سوف تكون عواقبها وخيمة جداً إن لم يحسن المسؤول أياً كان موقعه مدى أهمية الإعلام ودوره ورسالته.