|




عدنان جستنية
بهللة أم جعجعة أم مصالح ؟
2012-04-16

كنت اليوم والأيام المقبلة عازماً على أن أخصص همسي للكتابة حول انطباعات نقدية أفرزتها مباراة الأهلي والشباب، إلا أنني غيرت رأيي بعدما اطلعت على خبر هز بدني واستفزني كثيرا.. مفاده أن رئيس نادي الرائد فهد المطوع قرر بمحض إرادته وطوعه (سحب) الشكوى التي تقدم بها للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل ضد نادي الاتفاق.. على خلفية حجوزات ألغيت قبل إقامة مباراة الفريقين التي تأجلت لما بعد غد الأربعاء، وأن سبب هذه (التهدئة) يعود إلى نقاش حدث بين رئيسي الناديين خلال اجتماع رابطة دوري المحترفين، وأن (مطوع) الرائد بعث بخطاب رسمي من ناديه إلى نادي الاتفاق.. موجها له الدعوة باستضافة الفريق الاتفاقي حين حضوره إلى القصيم وذلك على حسابه الشخصي، مرجعا هذه الخطوة كمبادرة تدعم استمرار العلاقات الوطيدة مع كافة الأندية السعودية وعدم فتح المجال لكل من يحاول توسع الخلافات بين الناديين، حيث يملك مع الاتفاقيين علاقة مميزة لايمكن أن تشوهها أي قضية طارئة في الدوري. ـ انتهى الخبر والتصريح وقد نقلتهما نصا كما نشرا في إحدى الصحف الصادرة أمس الأحد، وبعدما انتهيت من قراءتهما عدة مرات جلست أفكر طويلا وأنافي حيرة من أمري.. هل أصدق نظري وما هو مكتوب ومصرح به في الجريدة أم أذنيَ وأنا استمع إليه مراراً وتكراراً قبل أسبوع وهو(يلعلع) بصوته في أكثر من قناة رياضية، ولم يبق منه إلا أن يعمل مثل الإخوة المصريين كما نشاهدهم في بعض الأفلام والمسلسلات (روحوا الله يخرب بيوتكم)، وهو يتحدث بلهجة (المقهور) متوعدا بتصعيد القضية إلى أعلى سلطة دولية في كرة القدم، ثم بعد فترة حول اتجاهها إلى الرئيس العام لرعاية الشباب.. متعهدا بأنه لن يسكت على حقوق ناديه حتى يحصل عليها مهما كلفه الأمر. - ماذا يمكن أن نفسر هذا (التناقض) الغريب جدا في الرأي والموقف؟ لست أدري كيف أقيم شخصية المطوع بعد تصريح يعطي انطباعاً بأن كلامه إما (بهللة) أو أن ما جاء على لسانه ما هو إلا (جعجعة) إعلامية؟ علما بأن القضية التي بين ناديه ونادي الاتفاق ليست شخصية حتى يتنازل عنها، ثم إن كان بالفعل حريصاً على استمرارية علاقته الجيدة مع الاتفاق فما الذي دفعه إلى كل ذلك التصعيد الإعلامي بما فيه من بيانات مستعينا ببراهين تدعم موقف ناديه حول حجوزات تم إلغاؤها بـ(فعل فاعل). ـ من منا سوف (يصدق) المطوع وهو يقدم الدعوة على حسابه الشخصي مستضيفا فريق الاتفاق؟ فإما إنه (أخطأ) بالفعل في حق الاتفاقيين ولم يجد أمامه سوى اعتذار (مغلف) من خلال تقديم واجب حق الضيافة نحو ضيوف ظلمهم بـ(افتراءاته) كأقل ما يمكن تقديمه، أو أن (المنافع) والمصالح بين الناديين دخلت و(عملت عمايلها) وذلك على طريقة (شيلني واشيلك).. وهذه واحدة من التفسيرات و(التأويلات) التي من المحتمل إطلاقها والترويج لها كمعلومة قابلة أن تصبح حقيقة أو(إشاعة) مغرضة. ـ ومادام أن القضية تم تصعيدها إلى أمير الرياضة والشباب وتخللتها (تهديدات)، فإنني أتمنى منه رفض فكرة سحبها وتوجيه من يلزم بالتحقيق حول كل ملابساتها وبالذات ما جاء من (ادعاءات) على لسان (المطوع)، حتى فيما يخص الإدارة الاتفاقية أرجو أن يكون لها موقف (جاد) يؤكد أنها كانت على حق وتطالب في نفس الوقت برد اعتبار لناديها، أما أن تتم (لملمة) القضية على طريقة (شيلني واشيلك) فمعنى ذلك أن أنديتنا وكرة السعودية مقبلة على مستقبل (شرم برم) وبدعم لأحدود له، ولا غرابة بعد ذلك ظهور حقائق يقدمها الإعلام بين حين وآخر تكشف المستور في ملفات (ما خفي كان أعظم). ـ كما يجب على وسائل الإعلام أن لا (تصمت) تجاه هذا (الحال المائل) لأندية ولجان (أمسك لي واقطع لك)، فلابد لها بعد هذه المواقف المتذبذبة بكل مافيها من تناقضات (مريبة) استخدام الحاسة السابعة وسلطتها بالبحث في كل الأماكن و(النغبرة) هنا وهناك حتى يتم الوصول إلى (الحقيقة)، ولكي لا يصبح (الإعلام) مطية ووسيلة عبور لتحقيق أهداف ومطامع خاصة جدا ومصالح تقضي على اللوائح والأنظمة.