حرصت مساء يوم الاثنين الماضي على متابعة تغطية جميع البرامج الرياضية لحدث الصلح الذي أقيمت مراسيمه في بيت رئيس نادي الاتحاد محمد بن داخل بين حسين عبدالغني ومشعل السعيد وذلك لمعرفة قدرة مراسلي تلك البرامج والقائمين عليها على فك (شفرة) الشرط الرئيسي الذي أصر عليه وتمسك به صاحب (الحق) المعتدى عليه مشعل السعيد بأن يتم (الصلح) بحضور وسائل الإعلام وهو (شرط) لابد أن له (مغزى) كبير يحمل أبعادا لها علاقة بـ(لغز) يريد منا حله و(حكمة) بليغة جدا يرغب منا أيضا معرفة مدلولاتها. ـ كان بالإمكان أن يتم الصلح في إطار ودي جدا بعيدا عن عيون وسائل الإعلام ولكن عندما نتأمل (العمق) الأدبي من فرض هذا الشرط الذي حدده أصلا صاحب (الحق) في مقابل التنازل عن حقه الخاص نجد أن اللاعب مشعل السعيد حرص على إيصال عدة رسائل مهمة لعلنا نستطيع قراءتها بتمعن وفهم واستيعاب مضامينها جيدا والمتمثلة في مجموعة (دروس) قيمة ليستفيد منها المعني بها حسين عبدالغني على اعتبار أن من أراد كسب (أجر) وثواب العفو عمن أخطأ عليه أو الصلح معه فيكون ذلك في (الخفاء) بدون ضجيج إعلامي تطغى على معانيه لغة التفاخر والتباهي أمام الناس توضح وتبرز حجم (فضل) المتسامح على من عفى عنه وهذا هو الدرس (الأول) الذي أحسب أن المشعل لقنه بـ (أدب) بليغ لعبد الغني. ـ بينما الدرس (الثاني) فهو قراءة نفسية لشخصية لاعب (مريض) كان طيلة مشواره مع الكرة يبحث عن أدوار (البطولة) من خلال اختلاق المشاكل مع زملائه داخل الملعب وخارجه كنوع من (التعويض) لمستواه الفني المتردي المنخفض في محاولة دائمة منه للمحافظة على بقاء صورته في (الإعلام) بأي شكل من الأشكال ولو بقناع اللاعب الفتوة (البلطجي) وهنا من خلال هذا الدرس نلاحظ أن مشعل السعيد تقمص شخصية الطبيب (النفسي) حرصا منه على (معالجة) مريضه فحقق له ما يريد بكثافة إعلام وجه له الدعوة للحضور ليشبع حالة الغرور عنده عن طريق رصده وتسجيل الحدث في حينه بدون (خدع) وأساليب (ملتوية) كان يقوم بها (الجاني) خلسة بعيدا عن عيون قضاة الملاعب. ـ أما الدرس (الثالث) الذي لقنه مشعل السعيد لزميله حسين عبدالغني ضمن مهمة العلاج (النفسي) التي يقوم بها لعلها تنفع في علاجه أنه هذه المرة (خلع) منه دور (البطولة) وألبسه رداء (الجاني) الذي يستحقه و(مفصل) عليه ليعاقب أمام الرأي العام وليس في المحاكم فقط على أن (شهامة) المجني عليه غطته بكرم (عفوه) ليسحب من خلال هذا الموقف الإنساني أيضا (الأضواء) والشهرة منه في مشهد (يرثى) له عبر ملايين من المشاهدين (تشفق) على مريض ترجو له الشفاء العاجل والاستفادة من دروس الحياة.. اللهم أمين. ـ هذه قراءة (استنتاجية) لجانٍ أفلت مرات ومرات من (العدالة) بفعل فاعل ساهم من خلال نجاته من العقوبة النظامية إلى (التمادي) نحو سلوك غير رياضي تحول إلى (مرض) لعل وعسى ان تؤتي (دروس) هذا الصلح بنتائج إيجابية في المسيرة المتبقية للاعب أوشك على الاعتزال ولعله أدرك بعدما وقع في (شر) أعماله (صدق) الحكمة القائلة (يمهل ولا يهمل) سبحانه جلت قدرته على عظيم حلمه وصبره على عباده.