اطلعت صباح أمس على جميع الصحف المحلية والرياضية المتخصصة فوجدت أنها اهتمت بتغطية (روتينية) لأخبار (بايتة) بثتها القنوات الفضائية حتى فيما يخص مباريات البطولات الآسيوية كلها على نفس الرتم والإيقاع لا جديد حيث افتقدت لرؤية مختلفة لمرحلة مختلفة تفرض على الإعلام (الورقي) أن يكون له تميزه لا أن يكون ناقلا مقلدا ومثلما أعطى لكرة القدم اهتماما في فترة ما قبل الفضائيات وثورة الاتصالات فلابد له أن يغير (الموجة) ويتجه إلى ألوان وأنواع أخرى من الأنشطة الرياضية التي يتلهف لها شباب هذا اليوم (المختلف) تماما والذي إن لم نقدر فكره وطموحاته ورغباته سيأتي اليوم الذي (يأكل) كل بقايا جيل (محافظ) وعلى طريقة (هم هم) يقطعهم تقطيع (لا يبقي ولا يذر)، ولعل من بين تلك الأنشطة الرياضية سباق (الراليات) الذي يقام للعام السابع على التوالي بمدينة حائل وقد بدأ بالأمس افتتاح فعالياته والتي سوف تنتهي بعد ستة أيام ولكن عندما اطلعت على الغالبية العظمى من الصحف لاحظت للأسف الشديد أن تغطيتها (مخجلة) جدا فبحثت عن السبب فقلت محدثاً نفسي لابد أنه مبني على قناعة (تسويقية) بأن مثل هذه الأنشطة الرياضية في بلادنا غير (مغرية) للقراءة والشراء واستمريت في حديث مع الذات نحو سؤال.. لماذا لو كتبت عن هذه (الراليات) مقالاً هل سيقرأ أم أن عيون القراء تلقائيا سوف تصدر شعاع إكس (x) بخط أحمر وتتحول إلى مقال آخر؟ ـ كنت متلهفاً لحضور رالي حائل، وقد أعلنت موافقتي لتلبية الدعوة الكريمة الموجهة لي ولكثير من الإعلاميين إلا أن ظرفا أسريا طارئا منعني من التواجد فقدمت اعتذاري حيث كانت فرصة لا تعوض للإطلاع على التطور الذي حدث على جزء مهم من أجزاء وطني الحبيب الذي زرته قبل أكثر من (10) أعوام لأشاهد بأم عيني (الفرق) بين حائل اليوم وحائل (يابعد حيي) أعجبتني في ذلك الوقت على مستوى الطبيعة ومناظرها الخلابة التي تغنى بها الفنان الراحل طلال مداح في أغنية تغزل بها في حين تألمت لحال منشأتين من أنديتها الرياضية (الطائي والجبلين)، وقد عبرت في حينها عبر مقال عن ملاحظاتي قبل توجهات الاتحاد الآسيوي وقبل كاميرات برامجنا الرياضية وقبل انتقادات مجلس الشورى. ـ شغفي لمشاهدة (رالي حائل) بناء على مجموعة صور مازالت عالقة في ذاكرتي لعدد من الراليات العربية والعالمية التي تشرفت بحضور فعالياتها و(فضول) صحفي كان وما يزال يحرضني لمعرفة الفرق من حيث مستوى الاستضافة لمثل هذه البطولات الجديدة على بلادنا من حيث الإعداد والتجهيز والتنظيم وسؤال يطاردني إن كنا وصلنا لنفس مستوى تلك الدول التي زرتها وسبقتنا في هذا المجال، وقد استأنست برأي لزميلنا (عثمان مالي) الذي هاتفته لأحصل منه على الإجابة وهو المتواجد هناك وكانت لي وله تجارب صحفية في حضور (كنا سوى الاثنين) نستمتع بتواجدنا في راليات كان بطلها عبدالله باخشب فحدثني (أبو صهيب) كلاماً أسعدني كثيرا بأن ما رآه عبر طائرة حلقت به وبزملاء رافقوه في برنامج مجدول ولمسه من كرم طائي وجهد وعطاء وإنجاز يفوق ما شاهدناه في الإمارات ولبنان وبعض الدول الأوروبية (تنظيماً) على مستوى (عالمي). ـ تابعت عبر قناتنا الرياضية السعودية (السادسة) تغطية مباشرة لحدث رياضي تحول إلى (تظاهرة) كما وصفها نائب أمير المنطقة الأمير عبدالعزيز بن سعد. بقوله (تظاهرة) ساهمت في إحداث حراك اقتصادي سياحي واجتماعي من خلال تفعيل أنشطة الأسر المنتجة والنساء الحرفيات وأصحاب المتاجر ومحطات الوقود ودور الإيواء والفنادق وتحفيز الحراك التجاري وتطوير خدمات القطاع الخاص). ـ تحية وتهيئة من الأعماق للجنة المنظمة برئاسة أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن الذي وضع له (بصمة) عبر (اكتشاف) مميز قدمه هدية لأهالي المنطقة وللوطن بصفة عامة وكذلك لبقية فريق العمل الذين من خلال استضافة هذه التظاهرة العالمية لسنوات سبع ونجاح ساهم في حضور متسابقين دوليين قدمت لهم كافة الخدمات المطلوبة وبما يدل على وجود الكفاءات السعودية الجيدة التي متى ما منحت (الثقة) فإنها قادرة على أن تكون على قدر المسؤولية، وتقدم صورة مشرفة لأبناء هذا الوطن ومنجزاته.