وجدت نفسي مساء أول أمس الإثنين أثناء متابعتي للفريق الأهلاوي في مواجهته أمام الفريق الاتفاقي مستمتعا بأداء لاعبيه وفن كروي يسطرونه أبداعا على المستطيل الأخضر.. أغني أغنية للفنانة الراحلة (أم كلثوم) يرحمها الله (غني لي شوي شوي غني لي وخذ عيناي)، ولا أدري لماذا تحديدا خطرت في بالي هذه الأغنية وتفاعلت جوارحي معها وكأن سلطانة الغناء حضرت بروحها في لحظات (تجلي) تزامن موعدها مع إيقاع كروي له علاقة بـ(طرب) أهلاوي دعاني إلى أن أكون متجاوبا مع مقطع الشطر الأول من البيت الثاني القائل (المغنى حياة الروح)، وهنا أدركت حجم حالة (الإعجاب) التي سيطرت على حواسي وأنا (سعيد) جدا بكورة جميلة ممتعة مثيرة قدمها على مدى شوطين (أهلي) خلاني بصراحة في تلك الليلة (الخرافية) أعيش في جو ثان. -أحسب أنني لم أكن لوحدي في ذلك الجو، فقد شاهدت جماهير (الراقي) ترفع بمدرجات ملعب الأمير محمد بن فهد لوحة مكتوب عليها (عفوا الدوري أهلاوي يا عزيزي)، فتذكرت في نفس اللحظة أمنية أطلقتها بمنتهى العفوية مساء يوم السبت الماضي لزميلنا الإعلامي (عادل الزهراني) مقدم برنامج (الملعب) حينما سألني عن توقعاتي (لمن بطولة الدوري) لأقول له أتمناها (شبابية) ثم أهلاوية وفقا لمنطق مبني على مستوى الفريقين وترتيبهما في صدارة جدول الدوري، إلا إنني عقب حالة (الذهول) والتي تنفست من خلالها كرة قدم حقيقية تراجعت عن تلك الأمنية مفضلا أن أكون طرفا محايدا لأترك للأيام المقبلة هي التي (تحكم) بين الطرفين وتقول كلمتها في الأسبوع الأخير من الدوري ومن يكسب رهان التحدي، لنقدم له حينذاك تهنئة يستحقها بجدارة بعيدا عن شطر بيت يقول شاعره (ومانيل الأماني بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا). ـ كل من (ناظر) الأهلي في ذلك المساء وشاف بأم عينيه (طقطقة) كورة بين أقدام لاعبيه من خلال (لمسة) تمريرات سريعة عبر باصات (ون تو) وواجبات محددة الأدوار يقوم بها كل لاعب تنفيذا لتعليمات مدرب (مجنون) شاهدناه موجودا داخل الملعب بفكره وبشعار (قطع الماء والكهرباء عن النواخدة).. مطالبا النجوم بتطبيقه حرفيا على ملعبهم وبين جماهيرهم، فكانت النتيجة رباعية (مدوية) بدأت بهدف هتفت له كل القلوب في المدرجات والاستراحات والمنازل والقصور وهي تنادي (نحلة) الأهلي بقولها (الله عليك يا حوسني) في حين كان (فيكتور) في تلك الليلة بالفعل (سفاحا) بمعنى الكلمة.. بهدفين أحرزهما وتسبب في صنع هدفين أتعبت مدرب الاتفاق و(أوجعت) قلب فائز السبيعي في أسبوع لم يكمل سعادته بعقد عمر ربما قال عقب نهاية المباراة (عين وما صلت على النبي). ـ فرحتي بـ(الراقي) هي ابتهاج واحتفال بالكرة (الحلوة) التي أبهرتني فغنيت على أنغام صوت (ملكة) الطرب (غني لي شوي الأهلي أخذ عيناي)، لأنه حقيقة خطفها بما قدم نجومه من جمل تكتيكية وإبداع كروي أجاز لي هذا الغزل المباح و(تحريف) نص أغنية أهديها لجماهيره وجميع محبيه تقديرا لجهد يستحق أن (يخلد) في ذاكرة همسي المتواضع.