|




عدنان جستنية
همس الحقيقة - الطائف وطريق الخواجات‎
2012-02-25

منذ زمن بعيد لم أستخدم طريق جدة الطائف لغير المسلمين والمعروف بطريق (الخواجات)، وكنت أتوقع بعد فترة غياب طويلة امتدت إلى ما يقارب (ربع قرن) أن عهدي عهد (قمري) حيث سوف أرى فرقاً شاسعاً بين ذاك الزمان الذي كان الطريق خطاً واحداً (رايح جاي) يقتضي من قائدي السيارات القيادة بحذر شديد، وزمن يمثل عصراً ذهبياً شهد الكثير من التحولات والتغيرات المواكبة لنقلة تطويرية شهدتها السعودية في شتى مجالات الحياة و(قفزة) واضحة في تعبيد الطرق والمواصلات، إلا أن ما رأيته أصابني بصدمة عنيفة لطريق أصبح (أسوأ) بكثير مما كان عليه، فعلى الرغم من تعاقب ما لا يقل عن (6) وزراء على وزارة المواصلات إلا أنه يبدو لي والله أعلم أنهم جميعاً من عشاق منافسات سباقات (رالي) السيارات، حيث تركوا هذا الطريق (مهملاً) طيلة كل هذه السنين، فلم ترصد له أي ميزانية، حتى صيانة ما يمكن صيانته لا توجد أي مؤشرات لذلك إطلاقاً إلا إذا كان الهدف من إبقائه على هذه الحالة (المزرية) هو تشجيع رياضة (النطنطة) والقفز أو دعم مادي لورش إصلاح السيارات أو أن يكون هذا الطريق (الأثري) بمثابة (متحف) من أجل إعطاء فكرة حقيقية لـ(الخواجات) مثبتة على أرض الواقع حول السعودية بين (الأمس واليوم). ـ كما أن اللوحات (الإرشادية) التي تدل السائق أنه في الاتجاه السليم (معدومة) إلا من لوحة واحدة موجهة للسائقين مكتوب عليها النص التالي (عزيزي السائق إذا لديك أي ملاحظات الرجاء الاتصال على وزارة المواصلات على رقمها المجاني الخ) ولولا قيام بعض قائدي المركبات أمثالي بمبادرة السؤال فإن مصيرهم الضياع و(التوهان) وربما بعدما يخيم الليل عليهم وعلى أفراد أسرته يضطرون إلى التوقف والمبيت حتى الصباح لكيلا يتعرضون لحوادث شنيعة جدا تزهق أرواحهم ومن معهم وأرواحاً أخرى. ـ إنني أشك بأن الشركات العملاقة التي تعمل لديها عمالة أمريكية وأوروبية من غير المسلمين سوف تسمح بمرورهم من طريق (الموت) الذي شاهدته وعشت (ذهابا وإيابا) أنا وأفراد أسرتي والخادمة الأجنبية غير المسلمة حالة من (الرعب) حتى وصولنا إلى مفرق طريق الخط السريع (مكة جدة) عندها حمدت الله لأنه انكتب لنا عمر جديد، وقلت (توبة) ما لها إلا (الطيارة) وبس وهو الحل الوحيد لتجنب مخاطر هذا الطريق، وأحسب أن (الخواجة) غير المسلم ليس أمامه حل غير ذلك أو أن (كفيله) حصل على إجازة شرعية (تجيز) له دخول مكة والاتجاه إلى الطريق الدائري الموصل إلى خط الهدا ثم الطائف، ولهذا كانت هناك (فتوى) تجنباً للضرر والمهلكات فأرجو إخباري بها مع خالص الشكر والتقدير. ـ وبصرف النظر عن كل هذه (المخاطر) هل يعقل أن نسمح بـ(تشويه) صورة بلادنا عند غير المسلمين من الأجانب بهذه الطريقة وقد منّ الله عليها بالخير الوفير ونعم كثيرة محسودين عليها؟ أترك الإجابة على هذا السؤال للمسؤولين في وزارة المواصلات وعلى رأسهم (معالي الوزير). ـ رحم الله ابن الوطن (البار) طارق عبدالحكيم وأسكنه فسيح جناته والذي غادرنا في بلاد الغربة حيث وافاه الأجل في مصر الحبيبة إلى قلبه وقلوب كل العرب، وكنت أتمنى أن يتم (تكريمه) في مهرجان (الجنادرية) جنباً إلى جنب مع الشاعر الكبير والرياضي (الهلالي) المعروف (إبراهيم خفاجي).