|




عدنان جستنية
همس الحقيقة ـ رئيس لجنة أم جاسوس..‎؟
2012-02-23

استوقفني طويلاً لدرجة الانبهار والإعجاب رأيّ من الآراء الصريحة التي أطلقها رئيس لجنة الحكام عمر المهنا في لقائه الشهري الأخير مع زملائه الحكام وهو يعبّر عن دهشته واستنكاره ورفضه قيام بعض الحكام الذين تسند إليهم مهمة قيادة المباريات بالسؤال في استراحة ما بين الشوطين عن نتائج مباريات الفرق الأخرى وهو بهذه (الشفافية) المطلقة يطوف بخيالي الواسع في أجواء مناخ (صحي) للغاية يدعوني.. إما أن (أصفق) له أو (انتقده) على هذه (المكاشفة) التي من الممكن أن تأخذ عدة (تفسيرات) تدور برأسي نجو اتجاهات مختلفة تسمح لي ولغيري باستنباط مجموعة من (الاستنتاجات) المبنية على ضوء (معلومة) صرح بها تأخذ منحنى (اعتراف) لابد أنها تعني له الشيء الكثير لمهمة ومسؤولية (قضاة الملاعب) لم يجد أي حرج من (مصارحتهم) بها، وإلا كان بإمكانه (كتمها) في صدره. ـ ومن منطلق هذه (الشفافية) أعتقد أنه من حقي أن أسأل من الذي أبلغه أو أوصل إليه هذه المعلومة؟.. فإذا كان بعض الحكام يقومون عبر جوالتهم بالاتصال به لمعرفة نتائج مباريات الفرق الأخرى فأحسب أن سلوكاً (يبرئ) ساحتهم من أيّ سوء ظن فيهم، أما إن كان هناك من (تبرع) بتقديم هذه الخدمة المجانية إليه فحسبي ذلك تصرف أخلاقي غير لائق أشبه بعمل (جاسوسي) يصادر (حرية) الآخرين هذا من جهة.. ومن جهة أخرى يفتح أبواب (اللغوصة) والفتنة، ناهيك عن أجواء (شك) تفقد (الثقة) بين زملاء فريق العمل وتثير الغيرة والبعضاء بينهم. ـ ليعذرني رئيس الحكام إن قلت له أن المعلومة التي صارحت بها زملاءك واطلعت عليها منشورة ضمن (عناوين) رئيسية في الصفحات الرياضية بصحيفة (الشرق الأوسط) تعطي انطباعاً للرأي العام بأنك (اكتشفت) من خلال وقائع أن سؤال بعض الحكام عن نتائج مباريات الأندية الأخرى ما بين الشوطين له تأثيره في قراراتهم التحكيمية في الشوط الثاني ونتيجة المباراة، هكذا (فهمت)، ولا أظنك سوف تجرؤ و(تصادر) حقي من (استنتاج) أنت من وضعتني فيه، وربّما آخرون لديهم نفس الفهم والانطباع ولا (نلام) على ذلك. ـ أما بالنسبة للنصيحة التي وجهتها لزملائك الحكام بـ(الامتناع) عن القيام بهذا السلوك (المرفوض) منك، ما رأيك لو طلبت منك بتعيين مساعدين للجنة الحكام تكون مهمتهم في جميع المباريات بمراقبة من تسند لهم إدارتها "حكم ساحة ومعاونيه" ومنع الجولات عنهم أو إجراء أيّ اتصالات هاتفية واستقبال رسائل، وكذلك منعهم من الكلام ما بين الشوطين. ـ عفواً (يا راجل) هل يعقل أن يصل مستوى تفكيرك إلى هذا الحد وأنت في عصر الاتصالات والإعلام والمعلومة تصلك في (ثانية) قول لـ(تلاميذك) "كلام ثاني" يا (أستاذ) عمر، فما قراءته فيّ أثار استغرابي ودهشتي مع أنني (مقتنع) بالعمل الذي تقوم به والجهد الذي تشكر عليه بما في ذلك اللقاء الشهري وما يقدم فيه من (توعية).