|




عدنان جستنية
للعوائل فقط
2012-01-30
مساء يوم السبت ما قبل الماضي كنت ضيفا في برنامج (الملعب) وكان من بين محاور تلك الحلقة التي ناقشها زميلنا المتألق (عادل الزهراني) محورا يخص حال المنشآت الرياضية ومن بينها الملاعب التي تقام عليها مباريات الدوري السعودي حيث أدليت بدلوي في هذا الموضوع قائلا:-إنني أرى الشكل العام لهذه الملاعب من ناحية (تصميمها) يأتي في الأصل منذ تأسيسها متوافقا تماما مع تصاميم الملاعب الأوربية فيما يتعلق بمدرجات الجماهير التي يسمح فيها باختلاط الشباب بالفتيات فلماذا لا يتم إعادة تصميم هذه الملاعب بما يسمح لـ(العوائل) بدخولها واستمتاع الأبناء والبنات مع أولياء أمورهم بمشاهدة المنافسات الكروية مثلما هو حاصل في كثير من الاستراحات والحدائق المنتشرة في مدن المملكة (طبعا) دون المساس بالثوابت المرتبطة بديننا الحنيف وعادات وتقاليد مجتمعنا السعودي والعبارة الأخيرة لم أتمكن من ذكرها ذلك أن زميلنا عادل الزهراني حرص على الابتعاد عن مناقشة هذا المقترح لـ (حساسيته) عند البعض وخوفا من الدخول في الأسلاك (الشائكة) بما تسبب له صداعا هو في غنى عنه ولقناة حكومية ما لا يحمد عقباه لمستقبله الوظيفي? فاستجبت لتلميحات أحسست بها وذهبنا أنا وهو والضيف الآخر الزميل سامي اليوسف في اتجاه الجو (البارد) الذي كان يعاني منه سكان مدينة الرياض ومتأثران منه.
ـ بمجرد انتهاء البرنامج وخروجي من أستديو ومقر تلفزيون محافظة جدة وإذا برسائل (الاستنكار) تنهمر على هاتفي الجوال ثم تحول هذا الاستنكار إلى حملة عبر (تويتر) ثم اتصالات تطالبني بالاستغفار والتوبة والتراجع عن ما طالبت به في البرنامح السماح باختلاط البنات مع الشباب في ملاعب الكرة وهناك من انجرف مع تحريف لكلامي ليقول لي متسائلا هل ترضى ذلك على أختك وابنتك بأن تذهب للملعب وتختلط بمن في سنها من الشباب.
ـ التحريف وسوء الفهم تفاعلت معه في تعليقات قصيرة وضحت موقفي دون أي محاولة لإثارة الطرف المتصل لعلمي بأن هناك من يرغب في إثارة البلبلة وبالتالي (الاصطياد في الماء العكر) مع أن لي همس سابق قبل ستة أعوام تطرقت لنفس المقترح وقبل (15) عاما في جريدة المدينة ناقشت مع ضيوفي في صفحتين كنت أحررهما أسبوعيا عنوانها (تجارب في حياة المشاهير) موضوع السماح للمرأة بقيادة السيارة من خلال سؤال موجه لرجال الفكر والأدب ورجال الأعمال كانت الإجابة عليها يتم اختيارها من قبل رئيس التحرير في ذلك الوقت عنوانا ينشر في الصفحة الأولى على اعتبار أن طرح مثل هذه الفكرة يمثل (جرأة) صحفية بينما أصبح طرحها حاليا أمرا عاديا في ظل عدم وجود (تحريض) يخالف أنظمة وتعليمات تقتضي من أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه التقيد والالتزام بها.
ـ ما دعاني إلى تناول موضوع السماح بدخول (العوائل) للملاعب أولا أنني وعدت بتوضيح (سوء الفهم) الناتج عن تحريف كلامي وثانيا ان الفكرة طبقت قبل أيام في بطولة (كأس للعالم) في كرة اليد المقامة حاليا في محافظة جدة وفقا لما نشر في بعض الصحف والمواقع الالكترونية ناهيكم عن خبر (حصري) انفردت به الصفحات الرياضية بجريدة (الشرق) مفاده أن ملعب الملك عبدالله الذي سيتم الانتهاء من إنشائه قريبا سيحتوي تصميمه على أماكن مخصصة لـ(العوائل) بما يعني أن ما طالبت به ليس فكرة جديدة أو دعوة لانفتاح يدعو لـ(الاختلاط) دون ضوابط شرعية على أنني أتمنى أن تتلاءم التصاميم الجديدة لهذا الملعب مع شكل
مناسب لبيئة مجتمع (محافظ) يشجع العوائل على الحضور وقضاء وقت ممتع مع توفر كافة الخدمات المريحة جدا.