|




عدنان جستنية
السماسرة وصلوا‎
2012-01-11
على طريقة الإخوة المصريين وعبارتهم الشهيرة (الصعايدة وصلوا) أكتب هنا وعلى (مسؤوليتي) معلومة صحيحة تخص (عميد) الأندية السعودية (الاتحاد) ولاغير الاتحاد.. تؤكد أن (السماسرة وصلوا) حطوا رحالهم (داخل) النادي (وبطبطوا) بالطول والعرض، ولن يستطيع أحد (كائن من كان) (زحزحتهم) شبراً واحداً بعدما حصلوا على صك) تفويض (قانوني) من قبل سعادة (الرئيس) يجيز لهم بسمسرة (مفتوحة) دون غيرهم من سماسرة (نظاميين) وبما يسمح لهم بإجراء (مفاوضات) على (كيف كيفهم) بما يحقق لهم (أطماعهم) المادية، حيث أثار هذا (التفويض) علامات استفهام وتعجب كبيرة حول أسباب هذا (التخصيص) المقنن باسم (واحد) لاثاني له هو الوحيد الذي يتولى مهمة إبرام العقود وتخليصها في مقابل (عمولات) يسيل لها اللعاب.
ـ أنا هنا لا أحسد (السماسرة) سواء كانوا واحداً أو اثنين أو ثلاثة (شركاء) التموا على بعض ووجدوا (ضالتهم) في هذا النادي من خلال هذه المهنة (الشريفة)، ولست بذلك الذي يطالب بقطع (الأرزاق)، ولكن أعتقد أنه من حقي أن أتساءل عن (سر) هذا التميز، فلابد أنه يوجد لدى السيد (الرئيس) منطق معقول لاختيار (آحادي) الاتجاه كـ(مبرر) مقبول عند عامة الناس، ولدى آخرين من (سماسرة) يتمنون أن يكون لهم (نصيب) من (حظ) يعم ولايخص وفق معادلة (سوق) اقتصادي يفتح أبواب (المنافسة) للجميع.. والغلبة فيه للأفضل والأكفأ، وهي قدرات تتفاوت بين البشر. من المعروف أن من يعمل في هذا (البزنس) الحر أن فيهم من يرضى بالمكسب (القليل) المكشوف عبر عقد(يعطي لكل الأطراف حقوقهم بميزان العدل) لا التباس فيه ولا (غبن)، وفيهم من عيونه (فارغة) لو منح جبل (أحد) من الربح المادي فإنه لن (يشبع) ويقتنع بما كتب الله له، إنما شعاره الذي يطبق في حياته العملية في هذا الجانب هو (هل امتلأتي وهل من مزيد).. نسأل الله السلامة من (الطمع والجشع) وكل ما يبعدنا عن طاعته والرزق بالحلال.
ـ وحرصا على (منع) أن يكون الاتحاد (مرتعا) خصبا لسمسرة (لاتبقي ولا تذر) من خلال ما تمارسه من لعبة (قذرة) تستنزف خزينته وتؤدي إلى مشاكل مالية تثير (الزوبعة) حول صفقات لاعبين مثل اللاعب الكونجولي فابريس اندوما الذي أنهت إدارة الاتحاد إجراءات التعاقد معه بمبلغ مالي قدره (2) مليون دولار.. قيل إن (الرمز) الاتحادي هو من تكفل بدفع نفقات هذه الصفقة في حين أن هناك أنباء تم تداولها إعلاميا ونشرتها جريدة الرياضية أمس الثلاثاء، تفيد بأن اللاعب عرض على نادي الترجي التونسي والرائد السعودي بمبلغ (250) ألف دولار، إلا أن سجله التهديفي المتواضع جدا يفيد بأنه لم يسجل إلا هدفاً واحداً خلال (15) مباراة، مما جعل الناديين يرفضان التوقيع معه، فإنني أحذر من بداية وانطلاقة قوية لمسلسل (السماسرة وصلوا) من خلال لاعب أو أكثر (يتمقلب) فيه (بن داخل) والاتحاد بصفة عامة لتصبح (المصيبة) مصيبتين: إهدار مال وصفقات (مضروبة)، ولعل ما يؤكد أن رئيس النادي سلم (ذقنه) بالكامل لهؤلاء السماسرة إنهم هم من أبرموا عقد (ويندل) لمدة ثلاثة أعوام بمبلغ (7) ملايين و(400) يورو، بما يعني أن عمولتهم ما يقارب (6) ملايين ريال فقط في هذه الصفقة، ولكم أن تحسبوا كم الراتب الشهري للاعب إذا علمتم أن مقدم عقد انتقاله هو (2) مليون يورو ناهيكم عن عقد اللاعب الكويتي فهد العنزي (مليون ونصف) دولار، وعقد المدرب الحالي بمبلغ (700) ألف يورو لمدة ستة أشهر.. والعداد (يحسب) وابن داخل يصرف صرفاً وصل إلى حالة من (التبذير) في أموال النادي عبر التعاقد مع حارس الطائي والفريق الاتحادي يزخر بمجموعة من الحراس.
ـ السماسرة وصلوا.. عنوان أطلقه اليوم ولم يسبق لي في كل أطروحاتي الصحفية السابقة أن تطرقت إلى هذا الموضوع لامن قريب ولا من بعيد، إلا أنني كنت أرى في إحدى صحفنا المهتمة بالشأن (الرياضي) تحديدا كانت في السنوات الثلاث الماضية (تلحن) شبه يومي على (السمسرة) ونغمة كانت تتكرر شبه يومي من خلال (همز وغمز) أو عن طريق آراء (فيها ما فيها) من التلميحات (إن في الأكمة ما وراءها)، بينما اختفت في هذا العام تلك النغمات الصاخبة وألحان تعزف على مصلحة نادي الوطن، مما أثار غياب نصائحهم (الفأر في عبي) باللهجة المحلية، وتساءلت: ماهو (الفرق) بين الأمس وأول أمس واليوم؟ وأضفت بحثا عن (ليه) لدى مستر (قوقل).. بس (مطيت) ليه في كتابتها لعلني أصل إلى إجابة صحيحة وصريحة، فإذا بي وكأني أصحو من غفوتي عبر صوت الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب وهو يشدو بصوته أغنية (من غير ليه).. محرضا إلى أن يكون هذا هو عنوان المقال وليس (السماسرة وصلوا).