|




عدنان جستنية
وداعاً كامل الأوصاف‎
2012-01-05
كثير من الألقاب تتناسب مع شخصية رياضية بحجم اللاعب محمد الدعيع دارت في رأسي وقد أصابتني الحيرة أيها أختار عنواناً لمقال في ليلة (وداعية) لأحب الناس في قلوب كل الناس (الأخطبوط المعجزة العملاق الأسطورة الحارس الطائر). على أن كل هذه الألقاب وغيرها رغم أنه يستحقها عن جدارة، ولها وقعها في نفس المستمعين لها، إلا أن المدرب المصري محمود الجوهري أعجبني قبل أيام في استطلاع رأي قامت به القناة الرياضية السعودية وهو يطلق عليه صفة (كامل الأوصاف)، حيث وجدت أنها بالفعل (مفصلة) بالمقاس على أسطورة الحراسة في تاريخ الكرة الحديثة، وهي صفة تذكرني بعملاق الطرب وملك الإبداع الفنان الراحل عبدالحليم حافظ وأغنية عنوانها (كامل الأوصاف فتني)، ولو كنت في مكان المهندس (سلمان النمشان) مدير ملعب الملك فهد لما ترددت لحظة في وضع هذه الأغنية في ليلة (تكريم) نجم تتوافر فيه كل صفات (الكمال) خلقاً وأدباً وسلوكاً وعطاء وإبداعاً وتضحية ووفاءً.
ـ الحيرة عندي لم تتوقف عند بحثي عن عنوان لهذا الهمس، إنما أشغلت تفكيري من خلال مقارنة بين (أسطورتين) من أساطير الكرة السعودية تستعجب وأنت تفتش عن عوامل مشتركة (جمعت) بين (الأسمرين) الأول (ماجد عبدالله) والثاني المحتفى به هذه الليلة، فعلاوة على تاريخ مشرف لهما من الإنجازات منحهما لقب (العمادة) العالمي، وإبداع كروي وأخلاق عالية جداً يتميزان بها ومحبة يتفق الجميع على خصوصيتها لم ولن يختلف حولها أحد إلا أن نقطة البداية وانطلاقة نجوميتهما استوقفتني كثيراً في تشابه غريب، فالأسطورة ماجد عبدالله بزغت موهبته الكروية كـ(حارس مرمى) ليشاء الله تعالى ويصبح (سيد) جلادي الحراس، بينما تشكلت بداية الأسطورة محمد الدعيع كمهاجم (رأس حربة) لتحوله (الصدفة) إلى حماية الشباك (وقاهر) المهاجمين والمدربين.
ـ هي ليلة (وداعية) نحتفل ونكرم نجماً (نادراً) ما يتكرر في ملاعب الكرة، أبهرني بقمة (وفائه) لشقيقه الأكبر عبدالله ولمن وقفوا معه في نادي الطائي ثم زملائه في الهلال والمنتخب من حراس ذكرهم بالاسم (تركي العواد وحسين الصادق وحسن خليفة)، وأسماء أخرى قال عنها بتواضع (الكبار) هي من كانت لها (بصمة) نجاح في مشوار حياته الكروية لهذا (لا تلومني) إن تغنيت بهذا (العملاق) في يوم من أيام (التاريخ) وهو يودعنا هذا المساء في مباراة (العمر) أمام فريق (يوفنتوس) الإيطالي في آخر (مشهد) له كحارس مرمى، ونأمل أن تكون في مستوى تكريم (كامل الأوصاف).