|




عدنان جستنية
قناتنا السعودية و(قمة) الديمقراطية‎
2011-12-05
يعجبني جداً رقي الفكر الذي ينطلق منه القائمون على قناتنا الرياضية السعودية في منهجية التعامل مع ما يطرح من آراء نقدية، حيث لاتجد منهم (تضجرا) مما ينشر لكاتب صحفي في جريدته من نقد هادف بناء مهما كان لاذعا وقاسيا حتى على مستوى ما يصرح به (وجها لوجه) في برامج حرة تفتح المجال لـ(الرأي والرأي الآخر) مثل (الملعب وفي الثمانيات وإرسال ومساء الرياضية والدليل القاطع) دون أي (قيود) أو اتخاذ مواقف (مضادة) كما كان في فترة سابقة لمرحلة عدت بـ(خيرها وشرها).. غلب عليها نوع من الهيمنة والاستبداد، تقودها فئة كانت على مدى سنوات طويلة باسطة نفودها بالكامل على كل شيء في التلفزيون السعودي.. وتحديدا البرامج الرياضية التي كانت تقدم عبر شاشة قناة سعودية واحدة لاغير.. حتى عقب إنشاء القناة المتخصصة في المجال الرياضي واصلت (تعصبها) الرياضي بعدما نقلت معها (العدوى) إلى المنبر الإعلامي الجديد بنفس الفكر الأوحد الذي لايهتم بالنقد ومصمم على توجهات مل و(قرف) منها المشاهدون.
ـ احتجت إلى هذه المقدمة الطويلة تقديرا لفكر (تطور) لزم مني أن أثني وأشيد به.. وهذا ما لمسته على أرض الواقع من تجاوب ملحوظ لكثير من انتقادات وجهتها عبر هذا الهمس اليومي.. ظهر مؤخرا في تحول للأفضل إلى حد كبير على مستوى نقل مباريات الدوري والإخراج التلفزيوني لها، ويبدو لي أن لمساعد القناة (غانم القحطاني) دوراً كبيراً في ذلك عن طريق استفادة شركة (الخبير) من بعض الكوادر الفنية السعودية ولو لفترة (مؤقتة).
ـ حتى برنامج (مساء الرياضية) خفت كثير تلك (الفوضى) التي كانت بين ضيوف البرنامج الدائمين.. إلا أنني شاهدت في الحلقة الأخيرة (أحدهم) يتعامل مع مقدم البرنامج بـ(فوقية وعنجهية) دون تقدير لسنه ومكانته والخلق (الرفيع) الذي يتميز به، ولا أدري كيف مررها (أبولمى) على ذلك (المتعجرف) المغرور.
ـ كما إنني أحيانا أكون لزملاء أكن لهم كل الحب والتقدير بالمرصاد في (عقر دارهم).. وآخرها كان يوم الخميس الماضي في برنامج (إرسال)، حيث جاءت (ردة الفعل) من الزميل ماجد التويجري (قمة) الديمقراطية تجاه الانتقادات الحادة التي وجهتها لقناتنا الرياضية فيما يخص فوارق في أسلوب تغطيته لأفراح بعض الأندية الكبيرة عقب الفوز في مباراة (ديربي) أو حصد بطولة.. حيث لاقت هذه الروح الرياضية العالية جدا إعجاب واستحسان المشاهدين، وقبلها (دعم) قوي وعفوي من الزميل بندر الشهري، ثم أعقبه تأييد (راق) جدا جاء من صديق الحرف (أحمد الشمراني) مع أنني لاحظت أن مستوى التصوير لبرنامج (ساعة الصفر) الذي قدم قبل وبعد مباراة الاتحاد والأهلي (مختلف) تماما عما كان عليه في ديربي الوسطى بما يعزز الرؤية (النقدية) التي طرحتها في برنامج (إرسال) وقد لاقت اعتراضا (وحيدا) من أخي وزميلي (أحمد المصيبيح) الذي يستحق كارتاً (أحمر) مع عقوبة عدم الظهور تلفزيونيا لمدة ثلاثة أيام والقرار قابل للاستئناف.
ـ كلمة أخيرة تتمحور في (تهنئة) من الأعماق صادقة موجهة لكل القائمين على هذه القناة لـ(سعة صدرهم) بتقبل النقد، ولعل الفصل في ذلك يعود لروح (القيادة) التي يتمتع الأمير تركي بن سلطان المشرف العام على القنوات الرياضية، وما دام هذا الفكر (موجوداً) وبهذه الروح (مترسخا) فإنني على يقين تام بأن قناتنا السعودية سوف تصل إلى قلوب المشاهدين لتظل في الطليعة دائما وهذا ما يأمله كل إعلامي (مخلص) لهذا الوطن ومدرك لرسالته رغماً عن (أنوف) الحاقدين والانتهازيين.