|




عدنان جستنية
المسحل والأطرش في الزفة
2011-11-30
جميل جداً حرص القائمين على البرامج الرياضية (الحوارية) على مستوى القنوات المحلية والخليجية على تقديم وجبة (دسمة) من الآراء المتعددة والمختلفة أثناء مناقشة قضية مهمة مطروحة في الساحة من خلال الاستعانة بأهل الخبرة في المجال الإعلامي والمتخصصين في المجال الرياضي رغبة في كشف (حقائق) تساعد على معرفة المشكلة وحلها، وهذا ما حدا بي مساء أول أمس الإثنين إلى مواصلة متابعتي لبرنامجين إضافيين للبرامج الخمسة التي تابعتها في الأيام الماضية الأول محلي والثاني خليجي، وكلاهما لم يكونا أفضل حال من سابقيهم، حيث توجهوا في نفس السياق الذي يخص بند (الجماهير) أنه كان هو السبب في إقصاء (نص) المقعد من الأندية السعودية، وإن كان البرنامج (الخليجي) نجح في استضافة شخصيتين (أضافتا) معلومات قيمة حول كثير من الجوانب التي توضح المعايير وتوزيع النقاط ومهام وصلاحيات لجان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمكتب التنفيذي، وعلى الرغم من تلك المعلومات التي قدمت إلا أن مقدم البرنامج وضيوفه داخل الأستديو (هاصوا ولاصوا) في محور (الجماهير) والإصرار على تحميل هيئة دوري المحترفين المسؤولية وهو رأي ليس بجديد والكل (متفق) على ذلك بما فيهم (ممثلونا) في الاجتماعات التي عقدت، وقد اعترفوا بـ(الخطأ) الذي وقعوا فيه، وفي الحقيقة أن ما شدني في هذا البرنامج هو (المسحل).
ـ نعم ياسر المسحل الذي (صدمت) كثيراً أثناء مشاهدتي واستماعي إليه، ليس بسبب ظهوره التلفزيوني أو حالة الشبه بينه وبين شقيقه محمد المسحل المشرف العام على إدارة المنتخبات في الشكل وأسلوب الحديث وكأنهما (توأم) إنما صدمتي الكبيرة كانت حول (غياب) المعلومة عن خبر انضمامه لأحد لجان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فلا أدري متى وكيف تم اختياره وتعيينه، فلم يسبق أن سمعنا عنه أو لدينا خلفية عن سيرته الذاتية وعلاقته بالكرة السعودية، فقد ظهر لنا في المشهد (فجأة) بدون مقدمات، وربما يعود ذلك لتقصير مني (الله أعلم).
ـ تساءلت عن أسباب (إخفائه) مع أنني حقيقة (أعجبت) كثيراً بشخصيته المتزنة وفكره وأسلوبه في الحديث ومصداقية طرحه و(ثقته) في نفسه، ناهيك عن (أدبه) في أسلوب الحوار، فمع أنه رفض (تمريرة) الزميل الإعلامي القدير الدكتور (محمد عواضة) حول أحقية المكتب التنفيذي في نقض قرار للجنة المسابقات دون الرجوع للمكتب التنفيذي وذلك حسب نظام حدد مادته إلا أن الإخوة الزملاء الذين كانوا في الأستديو يستمعون إليه لم (يهتموا) بتأكيداته المتكررة وكانوا أشبه بـ(الأطرش في الزفة) فمحور القضية التي من المفترض عليهم مناقشتها كانت في قرار صدر من لجنة المسابقات تمت الموافقة عليه ولا يمكن تغييره ليبحثوا عن أسباب هذه (المناورة) بدلا من تركيزهم على خطأ أرقام الجماهير و(تحايل) كيانات الأندية التجارية (الصورية) والتي كشف مقدم البرنامج أن كل أندية الخليج تنتهج نفس التحايل وليس فقط الأندية السعودية.
ـ من وجهة نظري، إن خسرت الكرة السعودية (نص) مقعد إلا أنها كسبت في هذه المعركة جوانب كثيرة مرتبطة بضرورة مراعاة حسن ودقة اختيار الكفاءات التي تمثل الاتحاد السعودي لكرة القدم أو هيئة دوري المحترفين في الاتحاد الآسيوي ولجانه والاجتماعات التي تعقد بحيث تتوافر فيهم (حنكة) الدهام والدكتور صالح بن ناصر والأمير نواف بن محمد وعبدالله الدبل (رحمه الله)، وأنا هنا لن أوجه اللوم للنويصر والمدلج والمعمر والمسحل، فهم قليلو (خبرة) بهذه المواقف والمعارك إلا أنها تجربة جديدة عليهم وعلى أجوائها غير (النظيفة) أحياناً، وسوف يتعلمون تدريجياً وهذه هي إحدى مكاسب الحياة التي قدمت لنا اسم (ياسر المسحل) كشخصية شابة (مثقفة) تحتاج إلى وقت وإلى خبرات إضافية من خلال الاحتكاك بالعمل في هيئة دوري المحترفين السعودي ولجان اتحاد كرة القدم.. والله من وراء القصد.