|




عدنان جستنية
ليه (ثلاثة) واحد؟
2011-09-17
عقب نهاية مواجهة نمور آسيا أمام فريق سيؤول الكوري التي أقيمت الأربعاء الماضي والنتيجة (الثلاثية) التي أسعدت الجماهير التي تنطق بحرف الضاد استغرقت فترة من الوقت وأنا في حالة من الذهول والدهشة على إثر سؤال قفز إلى رأسي بدأ يطاردني أكثر من مرة فبدلا من البحث عن عوامل ساهمت في تحقيق الفوز الاتحادي وجدت أنني (محاصر) بسؤال (ليه ثلاثة واحد) ولم يتركني صداه أهنأ بلحظات (فرح) وطني إنما استمر يتردد على مسمعي مرات ومرات وكأن هناك من يحدثني بصوت خافت فيه من التكرار والسرعة ثم يعود لاحقا في همس متأن يلاحقني بإعادات متتالية على طريقة (الحركة البطيئة) كنوع من التحريض للتأمل الذي يقودني إلى (الإبداع) بكل فنونه وألوانه ومعانيه الجميلة الخلابة لأصل إلى الإجابة الصحيحة لسؤال (ليه ثلاثة واحد) .
ـ ظننت أن (جن) الكتابة قد زارني في تلك اللحظات يحفزني إلى تحويل ذلك السؤال إلى (قصيدة شعر) باسم نور وكتيبة (نادي الوطن) فإذا بي أعيش في أجواء تدغدغ أحاسيسي ومشاعر ترسل إشارات كهربائية إلى الدماغ لعل ذاكرتي تنجح في سرد (مشاهد) تساعدني على إجابة سؤال ملح جدا له علاقة بنفس المكان وفرحة غامرة تكررت في ذات الملعب وبنفس النتيجة (ثلاثة واحد) فتذكرت حينها كلمة قالها مكتشف الجاذبية الأرضية اسحاق نيوتن وهو يردد بصوت عال (وجدتها) .
ـ لا أخفي عليكم أنه على الرغم من أنني وجدت ضالتي في تلك الإجابة والتي من الممكن اعتبرها كافية للتخلص من ذلك السؤال إلا أن (قناعاتي) كان لها موقف آخر (امتزج) مع رؤية أكثر (عمقا) في نص أدبي اتجه إلى الفكر الفني و (الفلسفي) للمدرب (الداهية) الذي أراد أن يرد على كل منتقديه وأولهم كاتب هذه السطور وذلك من خلال نبش ذاكرتهم بنتيجة كانت غير متوقعة هزم فيها الهلال بـ(ثلاثة واحد) وهو الذي كان بطلا للدوري والكأس والعميد بطل (التعادلات) وهذا الفريق الكوري الذي كان مرشحا لـ(اغتيال) الاتحاد في عقر داره يتجرع من نفس الكأس (كما وكيفا) .
ـ قلت إن نتيجة (ثلاثة واحد) التي تحققت في مباراة واحدة أهلت النمور لدور الثمانية ليس بالضروري وضعها في (مقارنة) مع مباراتين بقيت منهما مباراة ثانية لم تحسم بعد خاصة إن (ثلاثة واحد) ذاق الاتحاديون مرارتها في نفس المكان على ملعب جدة حينما هزم فريقهم من فريق كوري (خدعته) هذه النتيجة فخسر البطولة في ليلة (خماسية) أظنها ما زالت عالقة في ذاكرة الشعب الكوري وآمال عريضة في (سيؤول) ليثأر لهم من اتحاد بات عقدة لهم.
ـ غصت في أعماق قصة إعجاب لثلاثة غير ديمتري ونور وزملائه أيضا ساهموا تحقيقا لهذا الانتصار الكبير وهم رئيس النادي محمد بن داخل الذي تفرغ بنفسه للعمل الجاد هو وأعضاء مجلس إدارته وفرق عمل تكونت اهتمت بتهيئة النفوس بروح عالية لهذه المواجهة وعضو (داعم) وفق في دعم الصفقات الناجحة وجمهور كعادته كان (نمبر ون)
ـ عندما هممت أن أحول كل هذه الإجابات إلى (همس) وجدت أن كل إجاباتي ستبقى (عائمة) على سطح شواطئ غير آمنة قد تغرق عندما يصبح السؤال مرتبطا بمستقبل قريب و(ثلاثة) مواجهات تصل بنمور الاتحاد إلى (نهائي) يلعب على ملعب (الثلاثيات) في جدة حين ذاك تصبح إجابة ذلك السؤال (ليه ثلاثة واحد؟!) لها طعم وقيمة وفرحة لإنجاز آسيوي (ثالث) يحصده نادي الوطن في الألفية الثالثة.