|




عدنان جستنية
من (التأجيل) إلى (الترحيل)
2011-06-15
لا أظن أنني اليوم بمقدوري توجيه أي انتقاد للأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم أو لجنة المسابقات، لموافقة هاتين الجهتين على طلب إدارة نادي الهلال بترحيل مكان إقامة مباراة هذا المساء من ملعب الملك فهد إلى ملعب الأمير فيصل بن فهد، ذلك لو أنني فعلت أكون جانيا متجنيا عليهما ومترصدا (ظالما) لنادي الهلال، على اعتبار أن الاستجابة لطلبه هذه المرة لا تخضع للقاعدة المعروفة (شبيك لبيك ياهلال) إنما في الواقع تعد (حقا) مكتسباً لصاحب الأرض والجمهور نادي الهلال، ولايمكن مقارنة هذه الحالة بحالات سابقة اعترضت عليها وانتقدتها بشدة وآخرها ما كان يخص مباراة الاتحاد والهلال في الدور الأول والقرار (الشهير) بتأجيلها والذي لعب دورا مؤثرا في تحويل مسار بطولة الدوري لـ(الزعيم).
ـ أعلم أن هناك من سيقول إن هذه المباراة الجماهيرية من الأفضل إقامتها في ملعب الملك فهد لكي (يستوعب) عدد جماهير الناديين وبالذات الجمهور الهلالي، وكان من المفترض على الأمانة ولجنة المسابقات أن تهتم بالمصلحة العامة أكثر من اهتمامها بطلب الهلال، خاصة أن مسببات هذا الطلب غير المعلنة مبنية على نظرية (التفاؤل والتشاؤم)، وردي على هذا الرأي (الاعتراضي) أنه من حق الهلاليين (اختيار) الملعب الذي يحقق لهم (غاياتهم) مادام أن (النظام) يجيز لهم ذلك وليس فيه (تعد) على حقوق الآخرين بصرف النظر عن نظرية التفاؤل التي دفعتهم إلى اختيار الملعب الأقل (استيعابا) لجماهيرهم ومن (دعم) موقفهم، مع أنني أرى أن الاتحاديين لديهم نفس النظرية (التفاؤلية) بأن الفوز سوف يكون من (نصيبهم) هذه الليلة لثلاثة أسباب .. والعلم في جميع الأحوال عند الله.
ـ السبب (الأول) تفاؤلهم بمسمى البطولة وعلاقة جيدة تربطهم بها وبالذات حينما يكون المنافس (الهلال)، وأكبر دليل يدعم ذلك نهائي الموسم المنصرم وكيف أن كل الظروف وقفت في مصلحة الاتحاد حتى في ضربات (الترجيح) التي انتهت بـ(خماسية) هزت شباك (العتيبي)، بينما السبب الثاني له علاقة بـ(الزمن) الذي يبدو لي أنه (فات) على الهلاليين أن هناك فرقاً بين (التوقيتين) وذلك من نفس منظورهم المبني على نظرية (التفاؤل والتشاؤم)، ومن يدري فلعل عملية (الخسوف) التي أدت إلى تقديم موعد المباراة (100) دقيقة لها حكمة ربانية لا يعلم بها إلا الله جلت قدرته.. (ليه لأ) فكل شيء جائز عند (علام الغيوب).
ـ أما السبب (الثالث) الذي غاب عن (فطنة) الهلاليين أيضا والمتعلق بعامل (اللياقة) البدنية، فإن اللعب على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالنسبة للاعبي الاتحاد هذه المرة على وجه الخصوص يأتي في (مصلحتهم)، حيث بمقدورهم لياقيا مجاراة لاعبي الهلال الأصغر سننا، وأغلب ظني أن نور وبقية كتيبة النمور لن يفوتوا كل هذه الفرص التي (تشجعهم) على استثمارها (نفسيا) وترجمتها بنتيجة تسعد جماهيرهم وتريح أعصابهم في مباراة الإياب.
ـ طبعا كل ما ذكرته آنفا ما هي إلا افتراضات وهمية (تعشعش) في عقول البعض الذين يتجاهلون أسباب كثيرة داخل الملعب هي من (تتحكم) في من سيكسب مواجهة اليوم، وإن كان (النقص) الذي يعاني منه الفريق الهلالي في صفوفه يكون مبرراً للهزيمة إلا أنه قد يؤدي إلى تأثير(عكسي) إيجابي يولد طاقة (تحفيز) قوية مخالفة لكل التوقعات تسهل مهمة مباراة جدة.
ـ وبعيدا عن لهجة (التفاؤل) التي ينظر لها أنصار الفريقين فإنني غير (متفائل) إطلاقا باختيار حكام من (إسبانيا) ولاتسألوني ليه؟ ولاعن أسباب هذه النظرة (التشاؤمية)، لأن (التاريخ) لايكذب ولكم أن تسألوه ليجيبكم بـ(إحصائيات) موثقة لاتكدب أيضا ليس لها أي علاقة بالافتراضات الوهمية، إنما مبنية على (حقائق) رصدتها ملاعبنا ومن بينها الملعب الذي ستقام عليه مباراة هذه الليلة.