عدنان جستنية
الممثلون في الملاعب
2011-03-23
كانت مباراة (الشقيقين) الهلال والاتحاد لمن يفهم في (فنون) الكرة من أجمل المباريات التي أقيمت بين الفريقين على المستوى (التكتيكي) وأعني بذلك (الفكر) التدريبي وبالذات فيما يخص المدرب الاتحادي توني أوليفيرا الذي وإن كانت خطته توحي بنهج دفاعي اعتبره البعض مبالغاً فيه إلا أنها من الناحية الهجومية حققت (أغراضها) على المستوى (التطبيقي) النظري، أما (عملياً) بنهاية سعيدة تسفر عن هز الشباك فلم تتحقق نتيجة الحظ العاثر وسوء التوفيق الذي لازم زيايه ونونو أسيس إلى جانب (تألق) العتيبي الذي كان سداً منيعاً لهجمات خطيرة جداً أنقذت الأزرق من هزيمة مؤكدة وثقيلة.
ـ وعلى الرغم من الصورة (الجمالية) التي ظهر بها اللقاء (الكلاسيكو) إلا أن هناك من لاعبي الهلال من حاول (تشويهها) من خلال (التحايل) على الحكم بحركات متعمدة فيها من (التمثيل) الواضح عن طريق (تصنع) الإصابة أو الضرب المقصود وذلك بهدف التأثير على الحكم لإشهار إحدى البطاقتين الملونة ولاستفزاز لاعبي الاتحاد بـ(إضاعة) الوقت.
ـ لقد كشفت مواجهة (الأحد) أن الثلاثي (أحمد الفريدي وويلهامسون وياسر القحطاني) أن لديهم موهبة التمثيل ومن الممكن استثمارها وتنميتها لو وجدت (مخرج) يعرف كيف يهتم بها ولكن استمراريتها في الملاعب أراها (ظاهرة) خطيرة جدا إن لم يتنبه لها الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويوضع لها حد صارم من قبل لجنتي (الحكام والانضباط) خشية أن تنتشر في ملاعبنا، ولعل مباراة (النصر والهلال) الأخيرة شاهدنا من اللاعبين من يقدم نفسه كـ(ممثلين) بارعين وما كادوا يتسببون فيه من فوضى وفتن مازال تأثيرها قائماً إلى الآن وربما نشاهد البقية الباقية في المباراة المقبلة للفريقين.
ـ إن عملية التحايل على الحكام بالسقوط على الأرض ثم الظهور في مشهد درامي (تراجيدي) من خلال (التظاهر) بتعرض اللاعب إلى إصابة خطيرة يخيل لك من شدة الألم الذي يعبر عنه باليد والأرجل وتعابير الوجه مما يؤدي إلى (تعاطف) الحكم معه من باب (المحافظة) على سلامته وتجنباً من إلقاء المسؤولية عليه لو لم يكن اللاعب ممثلاً.
ـ لقد شاهدنا في مواجهة الاتحاد والهلال الأخيرة ما سببه هذا التمثيل من (تعطيل) لأكثر من هجمة مرتدة خطيرة للاتحاد ولعل من أبرزها حينما ادعى ويلهامسون الإصابة عقب عدم احتسابه ضربة جزاء صحيحة له مما أدى إلى إيقاف اللعب من خلال موقف تجلت فيه الروح الرياضية. من قبل أحد لاعبي الاتحاد الذي شتت الكرة خارج الملعب.
ـ لهذا أتمنى من لجنتي الحكام والانضباط ملاحظة هؤلاء الممثلين والتركيز عليهم وأن يقوم عمر المهنا بتوجيه الحكام سواء حكم الساحة أو مساعديه أو الحكم الرابع الانتباه لـ(خدعهم) ووضع حد لهم بـ (بعقوبات) شديدة حتى لا يفقد دوري زين متعته ويصبح مملاً وكذلك في كافة مباريات المسابقات الأخرى.
ـ كلمتي هذه لا تخص اللاعبين الذين ذكرتهم آنفاً. إنما كل لاعب يحاول تحويل ساحة الكرة إلى ميدان يمارس (تمثيلاً) يستفز مشاعر زملائه والحكام واللجان والإعلام والجمهور الرياضي ويحرم الجميع متعة كرة القدم لهذا أتمنى أن تتضافر كافة الجهود لمنع هذه الظاهرة في ملاعبنا السعودية ونضع حداً نهائياً لها.