|




عدنان جستنية
انفجار الموسيقار‎
2011-01-24
لم استغرب من (موسيقار) الكرة السعودية سابقا اللاعب والنجم الكبير (فهد الهريفي) خروجه في هذا الوقت عن (ضمت) طويل فرضه على نفسه أو فرض عليه ليفتح ملفات (قديمة) احتفظ بها متكتما عليها منذ أن كان لاعبا في ناديه أوفي صفوف المنتخب.. ثم عقب اعتزاله الكرة، وكأنها كانت طيلة كل السنوات (مكبوتة) في صدره، لتأتي قناتا (الخليجية ولاين سبورت) ويفجر من خلالهما معلومات أشبه بالـ(سرية) في طريقة حديثه واستعراضه لها، ناهيك عن مواقف تعرض لها في مشوار حياته الرياضية كاشفا (اللثام) عنها.
ـ حالة الاستعراب عندي لم تكن بخصوص زخم المعلومات التي شكل منها مواقف عبر من خلالها عن (معاناته) حول قرارات (تظلم)
بسببها وآراء صحفية تضرر منها كثيرا، إنما للعوامل التي دفعته للظهور الإعلامي الآن بعدما كان مختفيا في الفترة الماضية بما يعطي انطباعا بأن آراءه (الجريئة) التي طرحها من خلال هاتين القناتين لا تعني (شجاعة) منه اختار موعدها بقدر ما أنه على ما أظن أراد (استثمار) أجواء إعلامية (صحية) أتاحت له فرصة (كشف المستور) لعله في هذه المرحلة يساهم في بناء بيئة رياضية تساعد القائمين على الأندية ومسيرة الكرة السعودية على معرفة (حقائق) لأوضاع تخص اللاعبين تحتاج منهم إلى أن يكونوا أكثر وعيا و(بصيرة) بها قبل أن يقوموا بإصدار أي قرارات يتخذونها، إضافة إلى عدم (التأثر) بما ينشره الإعلام الذي يسير وفق أهواء الأندية التي يميل إليها.
ـ هذه فحوى الرسائل التي فهمتها من لاعب (انفجر) ولابد أن نعذره حتى وإن لم يعجبنا أسلوبه في التعبير عن آرائه الغاضبة نتيجة(احتقان)دعاه إلى أن ينسى نفسه بأنه في مواجهة أمام الكاميرا والمايكريفون، إلا أننا لا نستطيع أن (نلومه) حيث إن (القهر) بسبب ظلم لاتملك القدرة على تغييره (يعمل عمايله) وأكثر من كذا.
ـ الغريب أن الإعلام الذي اشتكى منه (الموسيقار) حس بـ(خطورة) جرأته، حيث بدأ في شن حملة يومية متواصلة محاولا التأثير عليه بطريقة وأخرى لعله يفقد (الثقة) بنفسه وإرباكه أثناء الادلاء بآرائه، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بـ(الفشل)، حيث إنني لاحظت في الأيام القليلة الماضية وتحديدا في قناة (لاين اسبورت) أن الهريفي زاد إصرارا في التمسك بآرائه ومواقفه دون أن (تهتز) شخصيته غير مبال بتلك الحملة بما فيها من انتقادات لاذعة وقاسية.
ـ الموسيقار بقدر ما أنه كسب (الجولة) من أمام كل (خصومه) الذين كانوا (متربصين) به في يوم من الأيام، إلا أنني من خلال متابعة دقيقة له أستطيع القول بحيادية تامة إنه هزمهم هزيمة بـ(الضربة القاضية) بعدما نجح بآرائه الصريحة و(المقنعة) وبعض الأفكار الجيدة جدا التي طرحها أن يكسب (تعاطف) الكثير من المشاهدين.
ـ ما أريد الوصل إليه بعد الاستماع إلى جزء من معاناة نجم هو سؤال أعتقد أن هناك من يشاركني طرحه: ماذا لو أتيحت لبقية زملائه في نفس المرحلة أو الجيل الحالي من نجوم عانوا الأمرين من جراء قرارات ومواقف أساءت لهم؟ كيف سيكون حديثهم لوسائل الإعلام؟ أغلب ظني إننا سوف نسمع (انفجارات) أخرى نعيش مع أجوائها الصاخبة والمثيرة، ولكن لا أدري إن كانت في مستوى (جراءة) الموسيقار وضرباته (الموجعة).. الله أعلم.