|




عدنان جستنية
إدانة (بيسيرو)بقرار (مدروس)
2011-01-10
رغم أعصاب الجماهير السعودية التي احترقت طيلة زمن المباراة، وآمال كانت تراودهم في كل لحظة ترقب عاشوها توتراً لا يوصف إلا أنهم عقب صافرة الحكم الياباني لم يتأثروا من هزيمة مني بها منتخب بلادهم كما جرت العادة من منظور (وطني) يدفعهم إلى إطلاق مثل هذه المشاعر، حيث كانوا في حالة (برود) متقبلين الخسارة بمنتهى (الروح الرياضية) مباركين في نفس الوقت للمنتخب السوري فوزاً مستحقاً حققوه بعد مرور (35) عاما.
ـ هذا الشعور حاولت (تحليل) مسبباته من جهة (تبلد) الإحساس عندي وعند هذه الجماهير وإن كان له علاقة بهذه المباراة فقط كمستوى ونتيجة أو أنه مرتبط بـ(ثقة) مفقودة في الجهازين الإداري والفني واللاعبين، فوجدت أن
السبب الأول (دعم) بقوة السبب الثاني، إذ إن الأداء الذي كان عليه اللاعبون في هذه المباراة تحديدا لم يكن (مقنعاً) من الناحية الفنية ولا حتى من الناحية (القتالية)، حيث إن معظمهم كانوا بلا (روح) وبالذات أبرز النجوم في مقدمتهم (ياسر القحطاني وناصر الشمراني)، فالملاحظ من خلال أدائهم في الشوط الأول أنهما كانا خارج (الفورمة)، وإن كنت ألتمس العذر لياسر بسبب إصابة يعاني منها إلا أن ذلك لن يعفي المدرب من السماح له بالمشاركة وهو غير مكتمل فنياً ولياقياً، بينما (ناصر) فأنا لا أرى فيه هوية لاعب (منتخب) فمواصفات شخصيته كنجم فهو لاعب (نادي) ولتعرفوا وتتأكدوا من الفرق شاهدوا له مباراة عادية أو مهمة مع ناديه وأخرى مع الأخضر.
ـ أما المدرب (بيسيرو) فقد كوّن (إحباطاً) عند هذه الجماهير (المتجمدة) شعورياً فمع كل محاولات (الدعم) الذي حظي بها من القيادة الرياضية، ومن (إغراءات) هدية خيل من الأمير متعب بن عبدالله، إلا أنه لم يقدم دليلاً يفرض استمرارية بقائه و(التعاطف) معه من منظور أن (حظه) خائب وعاثر، فأي مشجع عادي يفهم في أبجديات الكرة يقول إننا من خلال (عشرة) سنتين لم نلمس له أي (بصمة) تشفع له بأن يحمل اسم (مدرب) سواء لناد أو منتخب.
ـ من وجهة نظري أن مهمة مدرب المنتخب أسهل من مهمة مدرب النادي حيث إنني أرى أن الأول يأخذ جهد الثاني، هذا كان يتمتع بصفات (المخرج) التلفزيوني أو السينمائي الذي يعرف كيف (يوظف) خامات الممثلين وبيسيرو مع احترامي لشخصه لا تتوفر فيه هذه الصفة وبالتالي ليس (غريباً) أن شاهدنا بالأمس منتخباً لا فرق في مستوى أداء لاعبيه مع أداء مستوى لاعبي ناد في الصفوف الخلفية ـ وأنا أكتب هذا الهمس وصلني خبر (إقالة) المدرب بيسيرو وهو (قرار) كنت أتوقع حدوثه من خلال رؤية لمحت لها بأن مباراة سوريا إما أن (يكرم) فيها أو (يدان) ولا أخفي عليكم أن شعوري كان يميل إلى أن هذه المباراة ستكون الأخيرة ولا مجال للتأجيل والتأخير مع تمنياتي للمدرب الوطني (ناصر الجوهر) بالتوفيق والذي يبدو أن عملية اختياره كانت(مدروسة) منذ فترة (إعفائه).