|




عدنان جستنية
العم (حنكشة)والناصح الأمين
2011-01-05
في عام 1392هـ قدم التلفزيون السعودي عملاً درامياً كان عبارة عن مسلسل عدد حلقاته (13) حلقة بعنوان (الليل الطويل) يعرض أسبوعياً وليس كما هو الحال الآن يومياً حيث ناقش هذا المسلسل مشكلة (البخل والطمع) عند رجل (ختيار) ـ كما يصفه الإخوة اللبنانيون.
اسمه (حنكشة) الذي يرغب في الزواج من فتاة صغيرة السن أحبها في نفس الوقت شاب في عمرها تربى وعاش في كنف هذه الشخصية (الجشعة) والتي لم تتزوج طيلة حياتها بسبب خوفها الشديد على مال وفير (تكتنزه) واعتبرها هذا الشاب في مقام والده وبالتالي لم يخلد في
ذهنه أن يأتي اليوم الذي يجد نفسه في مواجهة (خيار) صعب يفرض عليه نرك محبوبته لذلك (العجوز) كتقدير لأبوته له وإدخال السعادة إلى قلب (شاخ) وهرم.
ـ قفزت إلى ذاكرتي قصة هذا العمل الدرامي والذي شاهدته وأنا طفل بكل شخوص ممثليه وبالذات العم (حنكشة) الذي بسبب (شغفه) بحب تلك الفتاة لا ينام الليل مردداً على سمع ذلك الشاب الذي ينافسه في حبها عبارة كان يرددها طيلة الحلقات (13) وهي (الليل الطويل يا ابني (يا عصام) ولهذا السبب اختير مسمى المسلسل بـ (الليل الطويل) والذي ذكرني بنادي الاتحاد و(ليل طويل) من الممكن أن يعانيه في حالة وجود عضو شرف ربنا أنعم عليه بواسع رزقه حيث أراد أن يعبر عن مدى حبه لــ (العميد) مطالباً بضرورة التوقيع مع مدرب كبير ولاعبين محترفين على مستوى عالمي فقيل له (كلامك حلو ورأيك سليم وما عندنا مانع في تنفيذه إن أردت أن تتولى وأنت الرجل المقتدر مادياً إتمام مثل هذه الصفقات وتتكفل بها من جيبك الخاص بحكم غيرتك الواضحة على ناديك) فصعق عضو الشرف من هذا الرد فقال ولسانه يتلعثم (ها..إنما أنا ناصح أمين)!
ـ سلموا لي على الناصح الأمين قالها حرفياً (هروبا) لم يخجل من ذكر كلام يؤثر على مكانته الاجتماعية حيث إن مثل هذا الهروب فيه تأكيد أن البعض من أعضاء الشرف ما أحلاه في (دق الحنك) وعندما تضعه على (المحك) لتعرف مدى (مصداقيته) وكذلك (غيرته) على ناد يدعي حبه وخوفه عليه تجد أنه للأسف (بتاع كلام)، ولهذا لا غرابة لو ظل الاتحاد (ليله طويل) بعيداً عن منصات البطولات هذا في حالة اعتماده على عضو شرف (الناصح الأمين) القريب جداً من فلسفة شخصية (حنكشة) الذي نصح ابنه عصام المتبني تربيته بألا يتعلق قلبه بفتاة لن تقبل به زوجاً بحكم ظروفه المادية وأنها سوف تبحث لها عن زوج (ميسور) الحال، وعندما طلب الشاب من الرجل (الختيار) أن يحكم منطق العقل رد العجوز (حنكشة) اسمع كلامي يا ابني يا عصام وهو ذات المعني الذي يعني بأنه (الناصح الأمين) مع أن بخله (المشهور) به وطمع الدنيا سوف يظل سلوكاً مستمراً حتى وإن تزوج تلك الفتاة والتي لن تجد منه إلا (الكلام) ولهذا في نهاية المسلسل اختارت القرار السليم وتركت العم حنكشة يعيش مع (ليله الطويل).
ـ أحمد الله أن كثيراً من أنديتنا بما فيها نادي الاتحاد بدؤوا يتخلصون من أعضاء شرف أمثال (حنكشة) وممن على شاكلتهم، وأتوقع قريباً جداً أنهم سوف (ينقرضون) كما قال عن أحدهم طلعت لامي في وصف موثق له أثناء رئاسته لهيئة أعضاء الشرف بأنه (لو دفع عضو الشرف بتاع الكلام عشرة آلاف لمات قهراً) إلا أنه سخر لنادي الاتحاد وغيره أعضاء شرف (داعمين) يسبق قولهم فعلهم وهم معروفون بـ (بسخاء) كان له أثره الإيجابي في بلوغ إنجازات ضخمة لأنديتهم، فهل يقتدي عضو الشرف الاتحادي بهم ويترك (جعجعته) التي كشفت حقيقته أمام الجماهير الاتحادية والرأي العام والذين كانوا (مخدوعين) به وبشخصيته التي فقدت احترامها لنفسها قبل الآخرين وهذا (يكفي).