|




عدنان جستنية
بطل من غير بطولة
2010-12-06
لأنه الأفضل في النهائي وفي البطولة الخليجية العشرين، استحق المنتخب الكويتي بجدارة الفوز بالمباراة وتحقيق اللقب (العاشر) له في دورات الخليج، وهذا ما ألمحت إليه في السطور الأخيرة من مقال أمس، في توقع بأن المنتخب (الأفضل) هو الذي سوف يكسب ويحصد البطولة وإن لم تكن (ثلاثية) في عدد أهدافها وكان من الممكن أكثر لولا العارضة.
ـ أما المنتخب (الوصيف) المنتخب السعودي الذي وإن ظهر في أوقات متفاوتة من اللقاء بصورة جيدة مشاطرا الفريق الكويتي أداءً مثيرا فيه من الندية والقتالية، إلا أنه أخفق بسبب أخطاء فردية و(تحكيمية) في نيل لقب كان (قاب قوسين) أو أدنى منه على الرغم من أن الأخضر الشاب لم يكن بأي حال مرشحاً لتحقيقه ولا حتى الوصول للأدوار النهائية.
ـ إنني على يقين بأن الجماهير السعودية ربما لأول مرة تتعاطف مع منتخب فاق في عطائه ونتائجه كل التوقعات والتصورات، حيث إنه لم يكن على مستوى اتحاد الكرة أو الإعلام الرياضي والجماهير مطالباً بأكثر من (المشاركة) في بطولة كانت لها ظروفها الخاصة ونجاحها ميؤوس منه، وهو انطباع عام ساهم بشكل وآخر في هذا (التعاطف) وبالتالي إبعاد الضغوط عن اللاعبين، وهذا جانب (نفسي) مهم جد أكد بما لايدع مجالاً للشك أن الضغوط الإعلامية والجماهيرية والتحكيم لها (تأثير) في نتائج مخيبة للآمال غيبت الكرة السعودية عن تحقيق البطولات لسبع سنوات (عجاف) .
ـ إنني أنقل حقيقة مشاعر لا أظن إنني مبالغ فيها وهذا هو (الإحساس) الذي كان يسيطر علي منذ اليوم الأول لبدء البطولة، وهي المرة الأولى بالنسبة لي أرى قلمي (غائبا) عن النقد وذلك من منظور أن هؤلاء اللاعبين الذين تم اختيارهم لايحتاجون في هذه المرحلة إلى (النقد) إنما إلى كلمات فيها من التحفيز والتشجيع، حتى مدربهم (بسيرو) لا يجب محاسبته والقسوة عليه بحكم أن (الهدف) الذي رسم له من خلال اختيار هذه المجموعة من اللاعبين له (أبعاد) أخرى لها علاقة في واقع الأمر بترتيبات وتحضيرات خاصة بالبطولة الآسيوية و(مخاوف) من بطولتين تقامان في فترتين (متقاربتين) من حيث الفارق الزمني بينهما، وتأثير ردة الفعل في حالة المشاركة في البطولة الخليجية بكوكبة من النجوم البارزين، و(خسارة) تلقي بظلالها على مسيرة المنتخب الذي سوف يلعب في البطولة الآسيوية وبالذات في اتجاه المدرب (المحبوب) وإحباط (يكمل الناقص) .
ـ إذا بمنتهى الواقعية لابدلنا (أن نشكر الظروف) التي جعلت من المسؤولين أو الجهاز الفني ليس مهما عندي من هو صاحب القرار يمارسوا في تعاملهم مع بطولتين لهما أهمية بـ(واقعية) فكر لا تخسر (الاثنين) معا، ولعل أكبر مكسب نجحت في بلوغه الكرة السعودية من (خليجي20) هو إيجاد هذه النخبة من اللاعبين الذين مثلوا منتخباً من حقنا أن نطلق عليه لقب (بطل) من غير(بطولة)، حيث سيكونوا بعون الله (رافدا) مثمرا لمنتخب أقوى وأفضل نراه في القريب العاجل.