|




عدنان جستنية
النتنة والنتنين‎
2010-11-30
في مجتمعنا الرياضي والإعلامي على مستوى دول الخليج وخصوصا عند (ربعنا) من (السعوديين) يوجد من يمارس مجموعة من (المتناقضات) الغريبة والعجيبة في أسلوب تعاطيهم لبعض السلوكيات الخاطئة المرفوضة (شرعا) وإثمها كبير جدا وتحديدا (العنصرية)، فيدعون (المثالية) في شجبهم لها واستنكارهم الشديد لمن يقوم بها لفظا وفعلا، بينما من خلال وقائع ومواقف لهم إنهم كانوا أكثر (المروجين) لها في المجالس الخاصة والعامة وعبر آراء صحفية وتصريحات إعلامية أو عن طريق حالات (صمت) ينامون تحت وسادته إذا وجدوا أن من (يميلون) إليه هو (المخطئ)، حيث (تختفي) حينها خطبهم التوعوية، ويمتنعون عن مناشدة المسؤولين بتطبيق الأنظمة واللوائح، وإن فعلوا فهي تأتي على استحياء في (آخر السطر).
ـ قبل أيام ثارت ثورة بعض القنوات الفضائية الخليجية عقب وصف أطلقه أحد الصحافيين الكويتيين تجاه لاعبي المنتخب السعودي، وقد أعجبني جدا موقف برنامج (الكأس) ومقدمه خالد جاسم وضيوفه وعلى وجه الخصوص حارس المنتخب الكويتي سابقا عبد رب الرضا عباس الملقب بـ(أبوصقر)، وعلى مستوى القنوات الفضائية الأخرى قناة (أبوظبي) وتحديداً لاعب المنتخب الكويتي سابقا (عبدالله وبران) الذي كان له موقف حازم وصارم من ذلك التصريح، وقد أسعدني كثيرا الصحفي القطري (أحمد السليطي) باعتذاره ولم يكتف بذلك الاعتذار إنما أثرى حلقة برنامج (خط الستة) بمعلومات قيمة عن (التجنيس) من جميع أوجهه والمطبق في أوروبا وأمريكا، وتجربة خاضتها بلاده في جميع المجالات رغم أنه كان من أشد المعارضين لها، وقد شاركه الضيف (الكويتي) في إثراء تلك الحلقة بفكر راق في أسلوب (الحوار) مما جعل مقدم البرنامج يترك لهما المساحة (الأكبر) من وقت البرنامج.
ـ العنصرية والتنابز بالألقاب نهى عنها ديننا الحنيف في أكثر من آية قرآنية وحديث شريف، وأبلغ وصف لها جاء على لسان هادي البشرية في قوله (دعوها إنها منتنة)، وإذا كانت هذه البرامج الرياضية هي الأكثر (شفافية) في طرحها ومحاولة (معالجة) مجتمع أبتليت به فلابد أن نكون (صريحين) من خلال سؤال يفرض نفسه وهو: على من تقع مسؤولية نشر وبث مثل هذه الألفاظ التي تسئ للشعب السعودي سواء إعلاميين سعوديين أو جمهور أندية سعودية يتناقلون مثل تلك العبارات، ناهيك عن ألقاب أصبحت تنال من لاعبي أندية فيها من (العنصرية)، وبالتالي لا غرابة إن سمعنا من يستخدمها ضد مجتمعنا بما يؤكد (أنه بلانا مننا وفينا).. هذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها قبل أن نوجه (اللوم) لألسن وجدتها فرصة للإساءة وهي في الواقع تكشف لنا كمجتمع (سوء) علاقتنا مع بعضنا البعض.. فماذا ننتظر من (الغرباء)؟