|




عدنان جستنية
الباز و(صمت) الكبار‎
2010-10-29
قلة قليلة جدا ممن يعملون في أنديتنا الرياضية وتحديدا الواجهة الأبرز لها اللعبة الشعبية كرة القدم التي تحظى على وجه الخصوص الأندية الكبيرة منها بمتابعة إعلامية وجماهيرية (يفضلون) البعد عن الأضواء وإغراءات (الشهرة) وذلك من منطلق (قناعة) شخصية تؤمن بأن عطاءاتهم هي خير من تتحدث عن أعمالهم والفكر الذي ينطلقون منه في (دعم) خطط النجاح وتحقيق الإنجاز.
ـ ويأتي (محمد الباز) المشرف العام على إدارة كرة القدم بنادي الاتحاد والذي تقلد عدة مناصب إدارية في ناديه بدءاً من اهتمام (خفي) بالفريق الأول وفقاً لصلاحيات مفتوحة وثقة كبيرة منحت له من (العضو الداعم) وذلك مع بدء علاقته الشرفية منذ عام (1417) حيث كان وما يزال العلامة (الواضحة) والبارزة في كل مراحل البطولات المحلية والقارية والعالمية.
ـ أسماء جاءت وقدمت خدماتها للعميد على قدر ما تملك وتستطيع ثم رحلت و(ظل) هو
في المعادلة (الأجمل) حول مكانة (عالية) جدا لها (خصوصيتها) عند من (يقدرون) مثالية رجل ترك لهم (كل شيء) مع أنه بمقدوره في الوقت الحاضر والماضي أن يكون هو ولا غيره (كل شيء) دون أن ينازعه أحد في حقوق أدبية لو تمسك بها لن يجد من (يفتح فمه) معارضاً أو رافضاً لهذا الحق إلا أن (زهدا) تغلغل في أعماقه من خلال (تربية) جليلة في أكناف بيوت (فاضلة) علمته حب (الكيان) هو القيمة الحقيقية التي تشكل عظمة و(شموخ) الرجال كـ (أعلام في رأسها نار).
ـ كنت في فترة سابقة وأنا البعيد عن قراءة شخصية أحسب أن فيها من (الكبر) بحكم (صمت) رهيب جدا لم نتعوده نحن أصحاب (الكلمة) إلا أن (خبرة) السنين التي ليس لها علاقة بمهنة المتاعب على أرض واقع مختلف (خذلتني) حيث اكتشفت أنه يمثل في هدوئه وصمته سمة (الكبار) الذين عاش بينهم ونشأ في أحضان (مدرستهم) الراقية جدا.
ـ في الموسم الماضي لم (تهتز) ثقته الكبيرة جدا في نمور الاتحاد رغم كل محاولات (التشكيك) التي كان من الممكن أن (تسقطهم) وتؤثر في نظرته لهم ولقائدهم (محمد نور)، حيث بقي صامدا مثل (جبل لا تهزه الريح)، لم يبادر في تقديم الأعذار والمبررات التي من الممكن أن تنقذه من ملامة النقاد وحتى (الشامتين) إلا أن فلسفة (الاحترام) التي تربطه باللاعبين كانت (تمنعه) كثيرا من أن يكون (المتحدث) عن مشاعر لا يملك القدرة على وصفها بسبب هزيمة أو خسارة بطولة وهو الأعلم جيدا بمدى (تأثرهم) وحجم ألم شديد يعتصر قلوبهم وهم في حالة فوز لم يكن مقنعاً لهم ولجماهيرهم حيث كسب (الرهان) في نهاية الموسم بطولة غالية انضمت إلى منجزات الاتحاد.
ـ الأيام و(تجارب) مر بها في وجوه الحياة المتقلبة في صفحاتها و(براويز) لم تهمه غلافات (الإغراء) وصور كان (يهرب) منها أعطته (مناعة) كافية في كيفية التعامل مع آراء يعرف في محتوى مضامينها لغة (الصدق) وفوارق (الكذب) عند من يجيد استخدامه كسلاح (عاجز)، ولهذا كان وما يزال (الصمت) روشتة (مضاد) قاتل يتميز به في عالم (الكبار) الذي حافظ عليه بكبرياء الأبطال.