|




عدنان جستنية
نهائي سعودي وعمرة شكراً لله‎
2010-10-20
لتعرف حجم المنافسة الكروية القائمة بين الأندية الآسيوية التي وصلت لدور الأربعة فلابد أن هناك أمنيات غير معلنة لمدربيها ولاعبيها والقائمين على إدارة شؤونها لا تقف عند حدود تفكير كل فريق في نتيجة مباراته هذا اليوم فحسب، إنما النظرة أبعد من ذلك تهتم بالفريق (الأسهل) الذي يأمل كل ناد ملاقاته في النهائي وفق (مصلحة) مرتبطة ببطولة لها مكانتها الدولية ومن يوفق في تحقيقها يصل إلى مصاف الأندية (العالمية).
ـ وبما أن المباراة الأولى بين فريق الشباب السعودي والفريق الكوري فإن الطرف الثاني الذي سيلعب مباراته في وقت آخر بسبب فارق التوقيت وأعني الهلال والفريق الإيراني فمن المؤكد أن لكل واحد من منسوبيهما وبالذات على مستوى الجهازين الفني والإداري واللاعبين أمنية خاصة تدعوهم إلى تشجيع الفريق الشبابي لتحقيق الفوز أو الفريق الكوري وفقاً لنظرية (الأسهل) وقاعدة (المصلحة فوق كل شيء) ولا يمكن لكائن من كان توجيه اللوم لأحدهما ذلك أن المبررات (فنية) ومبنية على مقاييس (مدربين).
ـ من هذا المنطلق لو سئل مدرب الهلال جيرتس من الفريق الذي يتمنى مواجهته في النهائي وأجاب الفريق الكوري فلا يعني ذلك أنه ضد المواقف (الوطنية) التي ينبغي أن يتحلى بها الجمهور السعودي، حيث إن المنطق المهني في هذه الحالة هو الذي دعاه إلى هذا اختيار أقصر الطرق التي لا تعرقل بلوغ الهدف الذي سعى إليه وتعب من أجله طويلاً.
ـ ما ينطبق على جيرتس ينطبق على غيره من الهلالين لاعباً أو إدارياً أو مشجعاً يبحثون عن الفريق (الأضعف) فنياً مع أنني حينما أضرب هذا المثال فلا يعني أن الشباب هو (الأقوى) إنما خصمه الفريق الكوري هو الذي لا يتمنى الهلاليون مواجهته في النهائي ولهذا أتوقع فوزه اليوم على الليث الأبيض، ولا أقول (أتمنى).
ـ نفس الشيء بالنسبة للشبابيين لو تأهلوا بإذن الله وتوفيقه للنهائي فلربما أثناء مشاهدتهم لمباراة الهلال السعودي والفريق الإيراني لن (يلاموا) لو ذهبت أمنياتهم نحو الفريق الإيراني وذلك من منظور (فني) بحت حيث إنه (أسهل) بكثير من الهلال الذي يتمتع بمزايا (تفوق) عديدة تدعو الشبابيين إلى الحذر من مواجهته وإن لم يصرحوا بذلك علناً وهو (حق) طبيعي أحسب أن الجميع سوف يتفق معي حول هذا الحق.
ـ حتى من ناحية جماهير الأندية السعودية الأخرى خاصة (النصر والاتحاد) لها أيضا حساباتها الخاصة في إطار المنافسة على (ألقاب) أصبحت تأخذ بعداً (إعلاميا) تفرض على جمهور هذين الناديين الإبقاء على (تميز) لا يشاركهما فيه لا الهلال ولا الشباب ومن يقل غير هذا الكلام ويعتقد أنني مخطئ فلابد أنه يعيش في كوكب آخر.
ـ أما الذين تتجه أمنياتهم في اتجاه (الكراهية) وزيادة حدة (التعصب) لأسباب خارجة تماماً عن إطار التنافس الرياضي، والذين ليس لهم (في الثور والطحين) فاللهم لا تحقق أمنياتهم وليكن (نكاية) فيهم النهائي (سعودي) وإن تحققت (أمنيتي) هذه فنذراً عليّ سوف أقوم بأداء (عمرة) شكراً له سبحانه أنه استجاب لي ولغيري، و(اقتداء) بتوجيه سبق أن دعا إليه ملك هذه البلاد وقائدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز حينما حقق فريق الاتحاد البطولة الآسيوية عام (2005) بخماسية أثلجت صدره وصدور كافة الشعب السعودي حيث طلب من رئيس النادي آنذاك (منصور البلوي) بتوجه اللاعبين بعد عودتهم إلى جدة إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة شكراً لله على توفيقه.
ـ حينما نقدم (البدائل) الأفضل لمجتمعنا فإننا بذلك نقطع الطريق لمن يروجون للسلوك الخاطئ والظواهر السيئة.