|




عدنان جستنية
إعلام نائم أم ناقم؟‎
2010-10-18
مرت فترة ليست بالقصيرة على آراء قيمة ومهمة تحدث بها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد عن اللجان التي تم تشكيلها مؤخرا؛ وذلك رداً على انتقادات إعلامية لاذعة طرحت من خلال مقالات صحفية وبرامج لقنوات رياضية حول مهامها والأدوار التي تقوم بها واختيارات رؤسائها وأعضائها، ولم أر عن طريق ما يعرض تلفزيونيا على وجه الخصوص إعلاما محليا أو خارجيا تفاعلا يتناسب مع تلك الآراء المهمة، وهو موقف يعطي انطباعا (سيئا) لا يليق بمن نصبوا أنفسهم نقاداً، حيث إن مجال الحوار لايعني تمسك (المخطيء) بآرائه أو عدم الاعتراف بخطئه في ظل (توضيحات) مسؤول كان (متجاوبا).. مقدرا رسالة النقد وإن كان (مخالفا) لتطلعاته.
ـ إن مثل هذا (الصمت) المجحف (للحقائق) التي بادر بالكشف عنها أمير الرياضة والشباب يقودنا إلى عدة تفسيرات من أبرزها إنه يوجد لدينا إعلام (نام) ولايصحو إلا لإثارة المشاكل،وبالتالي فإن هذا التوجه (يدين) أولئك الذين اندفعوا بتوجيه نقد (متسرع) للاتحاد السعودي لكرة القدم والقائمين عليه، فبدلا من المبادرة بتقديم (اعتذار) فيه اعتراف (بأخطاء) تقديراتهم أواثبات صحة الرؤية النقدية التي انطلقوا منها إلا أنهم فضلوا النوم عبرلغة (التعتيم) التى أراها أشبه بمقولة (الصمت علامة الرضا) وبما يؤكد وقوعهم في الخطأ عن طريق (زلة لسان) سواء كانت مقصودة أوغير مقصودة.
ـ إن عدم إعطاء الإعلام للجهات التي وجهت لها الانتقادات حقها من (الإنصاف) بعد تقديم الأدلة الدامغة التي تبرهن على عدم إلمام (الناقد) بالمعلومة الصحيحة، و(الاستعجال) في تقييم عمل قبل البدء فيه، وإصدار الأحكام على العاملين فيه، أعتقد أنه لا(يشجع) على التعاون مع (إعلام) يبحث عن (السلبيات) ومن ثم يمكن أن يطلق عليه لقب (ناقم) على أي خطوة يقدم عليها الاتحاد السعودي لكرة القدم وليس (ناقدا) يأمل التصحيح والتغيير للأفضل.
ـ ومن الطبيعي جدا إذا استمر هذا الإعلام في أسلوبه الذي يقبل انتقاد الآخر ولايقبل بمن ينتقده ويوضح له (أخطاءه) وعيوبه، فمن حق المسؤول (تجاهل) كل ما يطرحه هذا النوع من الإعلام الذي كشف عن هويته وأهدافه التي لاتخدم بأي حال من الأحوال رسالة (النقد) المطلوبة و(غاياتها) النبيلة.
ـ - عفوا إذا قلت لزملاء الحرف والكلمة الذين سلوا سيوفهم ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه الحديثة: إنكم للأسف الشديد قد (رسبتم) في أول (اختبار) حقيقي وضعكم المسؤول الأول عن الرياضة السعودية فيه على (المحك) العملي، وبمايدعوني إلى توجيه سؤال بسيط جدا ألاوهو (أين الشفافية) التي تدعون إليها وتطالبون بها؟ لماذا (اختفت) عندما قدمت لكم حقائق وتم أيضا انتقادكم؟!
ـ أخيرا وليس آخرا .. إن إعجابي الشديد بالسياسة الإعلامية للاتحاد السعودي بما فيها من تحول (إيجابي) في لغة الخطاب الإعلامي هو الذي دفعني للكتابة إحقاقا (للحق)، فلست (مدافعا) عن جهة بمقدور القائمين عليها القيام بهذه المهمة.. والله المستعان .