|




عدنان جستنية
هذا هو الفرق بين القوي والضعيف‎
2010-10-09
توقعت أن يحظى مقالي المنشور يوم الاثنين الماضي بـ (أصداء) قوية من قرائي الأعزاء والذي كان تحت عنوان (هذا قدري) ولكن ما لم أتوقعه هو اتصال هاتفي من أحد زملاء مقاعد الدراسة الذي كان أحد (شهود العيان) لتهديدات مدير إحدى الإدارات الحكومية و(جبروته) حينما أخذته (العزة بالإثم) ونفذ تلك التهديدات بمحاولة القضاء على مستقبلي التعليمي لمجرد أنني كتبت رأياً (نقدياً) في صفحة القراء يمس الجهاز الذي يرأسه، حيث قال لي ذلك الزميل الذي يعمل حاليا مدرساً هل تعلم ماذا حدث لذلك المدير الذي ألحق الضرر بك؟ فأجبته بالنفي بحكم أنني ابتعثت من الخطوط السعودية إلى أمريكا، فرد قائلاً لقد كانت طموحاته في ذلك الحين أن يصبح في مركز كبير لعلمه بأن هذا الجهاز سيتحول إلى (مؤسسة) مستقلة ولهذا طلب منك إجراء (ريبورتاج) صحفي وحوار معه (لعل وعسى) إلا أن أمنيته تبخرت وبقي (مركوناً) إلى أن تقاعد وهذا جزاء (الظالمين) من رب العباد.
ـ استرسل زميل الدراسة معي في حديثه حول الجوانب الخاصة بحياتي الأسرية والعملية وهموم الصحافة ومتاعبها ودار بيننا نقاش طويل يخص تجربتي الصحفية ومتابعته لكتاباتي ليعود بي مرة أخرى إلى المدير الذي لم يحسن استخدام (سلطته) الإدارية حيث قال كان بإمكانه الرد على رأيك (إن هناك ظروفاً خارجة عن إرادتنا منعت من التعاقد مع مدرس اللغة الإنجليزية وتوفير الأجهزة والأدوات المهنية للطلاب وجاري حل هذه المشكلة)، إلا أنه لم يفعل واستخدم (سطوته) لأنك لامست الحقيقة.
ـ قاطعت ذلك الزميل متحدثاً، ما قام به هو قلة (وعي) بدور الصحافة الذي من الممكن استثمار ما ينشر فيها من (النقد) لإصلاح الأخطاء ومعالجة القصور (وكلنا خطاؤون) هذا من ناحية، من ناحية أخرى إن رؤيتي لأسلوبه (الاستبدادي) يدل على حالة (الضعف) التي يعاني منها على المستوى الشخصي والعملي لأنه فاقد الحجة البليغة بالدفاع عن جهاز كشفت له عن عيوبه إذ إن (القوي) ليس من يستعرض عضلات سلطته إنما من يملك القدرة على إثبات قوته بالتحاور والنقاش ومواجهة الرأي بالرأي والتعامل بـ(الحكمة) ولنا في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (القدوة) الحسنة، وفي ولي أمرنا قائد هذه الأمة (حفظه الله) الحريص على إقامة الحوار الوطني واستمراريته لما فيه مصلحة الوطن والمواطن ويدعو المسؤولين عبر (توجيه) منه بالرد على ما يطرح بالصحافة من آراء نقدية.
ـ قال لي زميلي الذي فرقت بيننا الأيام يا ريت بعض المسؤولين سواء في الوقت الحاضر أو الماضي امتثلوا لتوجه حكامنا وساروا على نهج فرش أرضيته ورسّخه كمبدأ أساسي وسياسي والدهم المؤسس (المغفور له بإذن الله) الملك عبدالعزيز الذي كان (حكيماً حليماً) وصاحب حجة بليغة ورأي سديد.
ـ قلت له حتى أن المسؤولين الذين منحهم ثقته (رحمهم الله) جميعاً كانوا نموذجاً رائعاً في تعاملهم مع الشعب، حيث قص علي والدي (رحمه الله) موقفاً عندما تم القبض عليه لاقتنائه جهاز (راديو) وكان (ممنوعاً) آنذاك فطلب مقابلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ (لا أتذكر منصبه في الدولة) واستجيب لطلبه فقال له إن من قام بالقبض عليه خالف تعاليم الشرع فالله في كتابه يقول (ولا تجسسوا) وقوله (إن جاءكم فاسق بنبأ) إلى آخر الآيتين حيث إن اقتناءه لـ(الراديو) كان من أجل الاستماع للقرآن الكريم وليس الأغاني فأمر الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بإطلاق سراحه.
ـ شكراً لزميل الدراسة الذي نبش ذاكرتي مع أيام لا تنسى وحول رجال تركوا السيرة العطرة والذكرى الطيبة.. فاللهم اجمعنا بهم في جنات الخلود.