|




عدنان جستنية
السقا.. سعودي مع مرتبة الشرف‎
2010-10-05
لم أكن أعلم منذ أن شاهدته (مراسلا) ميدانيا لقناة أوربت الرياضية أنه مواطن غير سعودي ذلك أنني كنت أشعر من خلال ارتدائه للزي السعودي ونكهة حديثه وأسلوب الإلقاء الذي يتميز به عندما يمسك (المايك) بإحدى يديه بأنه (مواطن) ولد وتربى في حضن هذه البلاد الطاهرة وأرض تبنت موهبته واحتوت صوتاً كانت كل نبرة فيه تحلق بنا كمستمعين ومشاهدين في فضاء الفخر والاعتزاز بابن الوطن الذي يملك حضوراً إعلامياً يجذبنا إليه ولحواراته الهادئة وابتسامته البريئة جدا.
ـ كانت بدلته السوداء التي اختارتها قناة (أوربت) زيا نموذجيا لمراسيلها يرتدونه في ميدان الملعب كأول قناة خليجية تقدم على هذه الخطوة تبرز وسامته بصورة أجمل إلا أنه لم يكن يعطي هذا الجانب الشكلي اهتمامه حيث يقوم بخلع تلك البدلة بمجرد دخوله الأستوديو ومشاركته في أي برنامج رياضي وغير رياضي لنرى قمة (أناقته) في الثوب السعودي والغترة البيضاء والعقال وهذا ما لاحظته عليه أثناء استضافته لي في برنامج المركز الرياضي وبرامج أخرى وقدماه تسحبانه (رايح جاي) نحو موقع (المرآة) كنوع من باب القلق والحرص على الطهور المشرف بهندام متكامل أنيق.
ـ اطلعت بالأمس على الحوار الذي نشر له في "الرياضية" وأجراه معه قبل وفاته الموهبة الصحفية إسلام اليوسف وقد لفتت نظري وأثارت اهتمامي (معلومتان) ضمن سياق حديثه عن بداية تجربته الإعلامية وكيف أصبح مذيعاً حيث قال ـ رحمه الله ـ (بدايتي الحقيقية كانت من إذاعة الرياض وأول نشرة أخبار اضطررت إلى تقديمها حينما اعتذرت كافة الأخوات العاملات بالتلفزيون عن العمل لظروف (حرب الخليج) وقتها فاستدعوني فوافقت.
ـ المعلومة الأولى لن أعلق عليها في حين أن المعلومة الثانية فهي التي اعتبرها بمثابة (وثيقة) كفيلة بمنحه وأبنائه الجنسية السعودية مع مرتبة الشرف عقب قبوله في وقت (الحرب) وحاجة الوطن إلى أبنائه وبناته حيث ضرب (السقا) محمد أبلغ معاني الوفاء والتضحية للأرض التي تربى ونشأ فيها وعاش وولد على ترابها أبناؤه مشاركاً بـ (سلاح) الكلمة في حماية وطنه وشعبه.
ـ لست بذلك الذي يملك الصلاحية التي تحدد إن كانت مثل هذه الشخصية تستحق الجنسية السعودية أم لا بقدر ما هو (عشم) كبير في قيادتنا الحكيمة التي تقدر مواقف الرجال الذين أحبوا هذا الوطن وأخلصوا له منذ أن وحده المغفور له الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ وبالتالي لن تبخل على (تكريم) السقا من خلال رعاية أبنائه وأهل بيته ووضعهم في المكانة التي تليق بشهامة أبيهم ووطن لا ينسى أبناءه.
ـ رحم الله محمد السقا الذي (سقى) محبيه مرارة فراقه بعدما غاب عنهم دون أن يسمح لهم بوداعه وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، والعزاء موصول لزميلنا سلمان المطيويع في وفاة شقيقته، نسأل الله لهما ولكافة أموات المسلمين الرحمة وأن يتغمدهما بواسع رحمته.. إنه سميع مجيب و(إنا لله وإنا إليه راجعون).