|




عدنان جستنية
تجاهلوا المضيئة
2010-09-18
ليس بجديد أن يصل عدد الجماهير التي كانت خارج ملعب الأمير عبدالله الفيصل قريباً من العدد المتواجد في المدرجات الذين حضروا مساء أول أمس الخميس وشاهدوا لقاء الأهلي والاتحاد وبالتالي ليس غريباً حدوث ازدحام جماهيري عند مدخل البوابة الرئيسية للملعب بطريقة تدعو جدا إلى القلق والخوف من (كارثة) ربما تحدث مستقبلا ما لم تتكاتف جهود الجهات الأمنية مع الجهود التي يقوم بها مكتب رعاية الشباب وكذلك شركة صلة وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة.
ـ إنها مشكلة ليست وليدة مباراة القمة الأخيرة بين الغريمين التقليديين فقد كتبت عنها أولا الصحافة منذ عشر سنوات تقريبا وتحدثت القنوات الفضائية عن معاناة جمهور مرارا وتكرارا إلا أنه يبدو من قال (العين بصيرة واليد قصيرة) أدرك أن هناك من سوف يحتاج إلى استخدام هذا المثل الذي بعبر عن واقع مرير حاول البعض تغييره إلا أنهم فشلوا بحكم الإمكانات المحدودة المتوفرة لديهم والسلطة الإدارية المسموحة لهم.
ـ لقد تابع المشاهدون التغطية التلفزيونية التي اهتمت بحالة الازدحام من خلال مراسلين نقلوا نصف الصورة العاتمة وتجاهلوا الصورة المضيئة مما أدى إلى تفاعل مقدمي البرامج الرياضية وضيوفهم برؤية لاحظت أنها (هضمت) حقوق رجال عملوا واجتهدوا لتحقيق النجاح المطلوب لإراحة الجمهور وفي مقدمتهم مدير مكتب رعاية الشباب بمحافظة جدة أحمد روزي ومدير الملعب أحمد الزهراني وفريق شركة (صلة) حيث لم يقصروا في أداء واجباتهم كل في اختصاصه وبعطاء سخي وجهد مضاعف برز لي ولمن كان داخل الملعب وخارجه بتواجدهم وتقديمهم كافة الحلول التي تسهل مهمة دخول الجماهير بانسيابية ويسر إلا أن ازدحام السيارات الخاصة والجماهير أمام البوابة الرئيسية (صعّب) مهمتهم.
ـ كنت أتمنى من الإخوة الزملاء في تلك القنوات أن يتوفر لديهم الحس الإعلامي بتوجيه الكاميرات التلفزيونية نحو (الجنود المجهولة) في كلا القطاعين المذكورين (الحكومي والخاص) والاطلاع على الخدمات التي كانوا يقدمونها منذ الخامسة عصرا والاستماع إلى مرئياتهم إضافة للتحقق من الجماهير التي لديها تذاكر أو التي تريد استغلال الكثافة الجماهيرية لتدخل في مدرجات المنصة بطريقة غير نظامية.
ـ أعجبني هدوء مدير مكتب رعاية الشباب ورده الرزين من خلال توضيحه إلى إقامة ورشة عمل لتلافي السلبيات التي حدثت مع يقيني أنه لا ذنب له فيها وأحسب أن (في فمه ماء) منعه من كشف مسببات وقوع هذه المشكلة التي تتكرر سنوياً وقبل تعيينه واشتكى منها مدراء سابقون ولا أظن أنها ستحل إلا إذا وقعت (كارثة) كبيرة عندها (تصحو) الجهات المعنية ولكن بعد فوات الأوان.
ـ الوضع سيبقى كما هو عليه جماهير (تقفز) من خلف الأسوار وأخرى تتسلق على السلالم وذلك حتى إشعار آخر أو إلى الانتهاء من بناء ملعب الملك عبدالله بعد أربعة أعوام.