|




عدنان جستنية
لك الله باربيق
2010-08-23
أصبت بصدمة كبيرة عقب قراءتي لمقال صحفي كتبه الزميل القدير فوزي خياط بجريدة عكاظ الأسبوع الماضي، والذي نقل للقارئ الكريم خبراً مفجعاً حول إصابة الزميل الصحفي محمد صالح باربيق بمرض السرطان، ولعل مصدر الصدمة عندي لا تقتصر فقط على نوعية المرض إنما غياب الصحافة ووسائل الإعلام عن دور إنساني من المفترض أن تقوم به تجاه زميل خدم الصحافة وضحى من أجلها الشيء الكثير، حيث كان وما يزال يستحق من زملاء المهنة الوقوف معه في هذه المحنة بكل ما يستطيعونه وبما لديهم من قدرات وإمكانيات.
ـ الأخ والزميل والصديق محمد صالح باربيق لم يكن في مهنة المتاعب على مستوى الصحافة الرياضية اسماً ورقماً عادياً إنما من خلال متابعتي الدقيقة لمسيرته الصحفية في جريدتي الندوة والبلاد كان يقدم إلى جانب المادة الخبرية التغطية المميزة لأيّ معسكر وأيّ بطولة يشارك فيها المنتخب السعودي، وذلك من باب الحرص الشخصي الذاتي أكثر من أن يكون (تكليفاً) من إدارة التحرير لهاتين الصحيفتين حيث إنه يقوم بصرف قوت أهله على نفقات سفره وإقامته في الدول التي تقام فيها معسكرات المنتخب والبطولات التي يشارك فيها.
ـ ترافقنا في أكثر من رحلة وفي بطولة كأس العالم التي أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1994م، تعرفت على كثير من الجوانب الشخصية والمهنية التي زادت من قربي منه وبإعجابي الشديد به، ذلك إنني لاحظت فيه حرصه الزائد على أداء عمله الصحفي بمنتهى (السرية) التامة حيث كنت استعجب في الوقت الذي أجد معظم الزملاء موجودين بالمركز الإعلامي المخصص للبطولة إذا هو (مختفٍ) عن الأنظار وحينما أسأل عنه أجد الإجابة في اليوم التالي عبر تغطية صحافية فيها من السبق الصحفي (الخاص) جداً بنجوم المنتخب وتصريحات من القائمين عليه لم تحصل عليها أي جريدة.
ـ حتى على مستوى العلاقات الشخصية بين زملاء الحرف وجدت فيه من الخصال الحميدة على مستوى رحابة الصدر في تقبل الرأي الآخر ويجيد فن الاستماع إضافة إلى ضحكة صادرة من القلب تكفي لإسكات من يختلفون معه وإقناعهم أحياناً.
ـ لا أعرف ماذا يمكن أن أقدم للصحفي القدير محمد صالح باربيق في محنة مرضه الذي يعاني منه سوى الدعاء له بالشفاء العاجل بإذن الله عزّ وجل، متمنياً من قائد الحركة الرياضية في بلادنا الأمير سلطان بن فهد صاحب (الأيادي البيضاء) أن تكون له وقفة مع صحفي خدم الرياضة السعودية على مدى ثلاثة عقود، وذلك عن طريق التكفل بعلاجه في أي دولة في العالم مساعدة منه (حفظه الله) ولفتة أبوية لعل في هذه الخطوة بما يخفف من معاناته ومعاناة أهله وفي نفس الوقت لمسة (وفاء) سوف يكون لها تأثيرها في نفس ونفوس زملاء المهنة خاصة وأن الأمير سلطان بن فهد له وقفاته الداعمة مع رجال الإعلام.
ـ التبس عليّ في مقال الأمس إجراء العقوبة المالية التي اتخذتها إدارة المنتخب على ثلاثة من لاعبي نادي الشباب، حيث نسبت اتخاذ هذا الإجراء إلى رئيس نادي الشباب بينما العكس هو الصحيح لذا وجب التنويه والاعتذار.
ـ كانوا في الأيام الأولى يثنون عليه ويمدحون استقلاليته واليوم انقلبوا عليه.. وهي صورة طبق الأصل لموقفهم من رئيس النادي في الموسم الماضي.