|




عدنان جستنية
الدعيع والله يا زمن
2010-05-26
استفزني كثيراً التصريح الصحفي الذي أدلي به قاهر المهاجمين وإخطبوط الكرة السعودية (محمد الدعيع) لـ"الرياضية" في صفحتها الأخيرة بعددها الصادر أمس وهو يعلن عن أن أمر اعتزاله وترك الكرة متروك لـ(رغبة) رئيس نادي الهلال ومدرب الفريق جيرتس بعدم استمراريته.
ـ الاستفزاز الذي حاصر مشاعري لا يخص فقط ما جاء في مضمون تصريحه وهو في حالة (استجداء) بطريقة مباشرة أو غير مباشرة طالباً معرفة رأي الإدارة والمدرب من مسألة عدم بقائه حارسا لعرين الهلال، إنما (المسببات) الحقيقية التي وضعته في هذا الموقف الذي لا يليق بتاريخه ونجوميته وإنجازات حققها لناديه منذ الموسم الأول لانتقاله من نادي الطائي إذ أصابني (الذهول) والحزن معاً وقلت محدثاً نفسي (يا سبحان الله) هل وصلت العلاقة بين (صانع) ألقاب الهلال مع القائمين على شؤون هذا النادي الكبير لهذا المستوي الذي يعطي انطباعاً بأن هناك شيئاً ما وصل إلى مرحلة (الجفوة) وربما أكبر من ذلك لدرجة أدت بـ(عملاق) يتنازل عن كبريائه ليسأل سؤالاً بسيطاً وصريحاً يتلخص في كلمتين (تبعوني ولا ما تبعوني).
ـ لا أظن أن أبواب وجوالات رئيس النادي (مغلقة) ولا تسمح لـ(العميد والكابتن) بمعرفة (مصيره) مع ناديه إلا أن وصل إليه إحساس بأنه غير (مرغوب) فيه وأراد من ذلك التصريح أن يرمي الكرة (من بدري) في مرمى الإدارة والمدرب تقديراً لجماهير الهلال لكي لا تلومه على قرار سوف تتخذه.
ـ أخشى ما أخشاه أن (ترسبات) الخلاف الذي حدث في بداية الموسم الماضي بين المشرف على إدارة الكرة سامي الجابر والدعيع ألقت بظلالها على مواقف (الجحود) التي تعرض لها (رمز) البطولات الهلالية في هذا الموسم كـ(تصفية حسابات) قديمة.
ـ إن الصورة الأرشيفية التي اختارها مخرج الصفحة الأخيرة للدعيع ضمن التصريح الذي نشر له وهو واضع يديه خلف رأسه (مبتسماً) ابتسامة فيها من (العتب والحسرة) وكأنه يقول لإدارة ناديه (الله يا زمن) ولسان حاله يتمنى لو أن هذه الإدارة كانت في فترة سابقة عندما كان هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وهناك من ينتظر منه (إشارة) واحدة نحو أي طلب ليتم الموافقة عليه وألف بوسة على رأسه وخديه ناهيكم عن محاولات مضنية تجري لمجرد العلم فقط برغبته في الاعتزال لثنيه عن اتخاذ مثل هذا القرار المبكر جداً.
ـ أعود للصورة المختارة بحس مخرج فنان التي أعجبني ما فيها من لغة كلام أبلغ من أي كلام وصورة فقد كان لها دور في (تخفيف) مشاعر آلمتني تجاه نجم كبير نقل الفرح وبدد الحزن عند كثير من محبي الكرة السعودية وهي تنطق (آه يا زمن) وتشير إلى أن هناك من يسعى كما يبدو لي وأرجو من أعماق قلبي أن أكون مخطئاً بأن تأتي خاتمته في الهلال وفي الملاعب سيئة عبر سياسة (الموت البطيء).
ـ نصيحتي في نهاية هذه الرؤية الخاصة للحارس العملاق في أدبه وأخلاقه وفنون أدائه وعطائه أن يترك أمر بقائه في يديه وإذا وجد (مماطلة) من البعض فليعلن على طريقة (بيدي لا بيد عمرو) قراره النهائي الذي لا رجعة بالاستمرار أو الرحيل والرحيل له بابين الباب الأول الاعتزال والباب الثاني إعلان رغبته الانتقال إلى نادٍ ثانٍ ما دام لديه ثقة كبيرة في نفسه وقدراته بأنه قادر على العطاء.