|




عدنان جستنية
إلى والد ووالدة وطلاب المرزوقي‎
2010-05-23
أكاد أتفهم موقف الدكتور خالد المرزوقي رئيس نادي الاتحاد وأقدر الأسباب التي دفعته مرغما إلى التفكير الجاد بتقديم استقالته منذ أكثر من شهرين على أثر ضغوط نفسية وإعلامية وجماهيرية واجهها بحجم لايطاق في أول سنة رئاسة له وألتمس له العذر على إصراره وتمسكه بموقفه حتى عقب تحقيق بطولة خادم الحرمين الشريفين خاصة أن جاءت هذه الاستقالة استجابة لرغب (والديه) حسب علمي ووفقا لما صرح به لوسائل على اعتبار أن رضى الله برضى الوالدين إضافة إلى (حساسية) علاقة وقار للمعلم تربطه أدبيا ومعنويا قبل أن تكون علمية مع طلابه في الجامعة لحرصه الشديد بأن لاتهتز صورة (الأستاذ) الجامعي.
ـ وتقدير أمني لكل هذه الظروف التي أحاطت بطبيب القلوب وأرغمته إلى القول لبيك لأبيه وسمعا وطاعة لوالدته ومعتذرا لأبنائه الطلبة، لن أمارس عليه إلحاحا بإعادة النظر في القرار الذي اتخذه ومبرراته المقنعة ولكن أجدني اليوم وعبر همسي المتواضع جدا لاجئا ومستعينا بكلمة (حق) تفرض علي ممارسة دوري في الدفاع عن (الحق) ومناصرته بكل ما أملك واستطيع حتى لاتكون لـ (الباطل) وأعوانه (قوة) تزيد من شوكتهم وطغيانهم وتمنحهم صفة (الأبطال) المنتصرين فإنني أوجه رسالة (مخلصة) من القلب إلى القلب إلى (والد ووالدة) الدكتور خالد المرزوقي متأملا منهما عقب الاطلاع عليها وقراءتها واستيعاب مضمونها جيدا (دعما) لاحدود له لإبراز دورهما (المؤثر) في دعم (الداعمين) لنصرة الحق و (هزيمة) الباطل بكل أشكاله وألوانه و (شيطان) أخرس يتزعمه ويقوده إلى الفتنة والضلال.
ـ أعلم تماما حجم ألم القلوب وضعفها على أب وأم لا يرضين ولايقبلان بأي حال من الأحوال الإساءة والإهانة لفلذة كبدهما ولسمعة أسرة عريقة من الأسر المعروفة في مدينة جدة وغيرها من مدن المملكة ولكن ألا تتفقان معي ومع كل (محبي) ابنكما من جماهير الاتحاد المنتمين لهذا الكيان الكبير وجماهير أندية و شخصيات مرموقة في المجتمع الرياضي أن (النجاح) الذي حققه (أبونواف) في معانيه هو (انتصار) حقيقي لكما شخصيا و (لمبادئ) فاضلة تمثل في عموميتها غرسا لجيل كان لكما ولكل أب وأم عطاء وجهدا كبيرا في زرع أصوله وتثبيت فروعه عبر (تضحيات) يعجز اللسان عن وصفها وتقدير حجمها.
ـ إنها ضريبة النجاح التي تحتاج منكما إلى وقفة مؤازرة ومساندة ليست من أجل كرسي ساخن ومنصب له ثقله في ناد كبير مثل الاتحاد إنما في سبيل ترسيخ ثوابت مهمة في مسيرة كيان هناك من أبنائه من يمارس (عقوقا) ينصب في مصلحتهم الشخصية بهدف (زعزعته) وتغير تركيبته ليخلو لهم (الجو) لمواصلة (العبث) به عبثا (يهدم) بناء صرح شامخ عمره أكثر من ثمانين عاما وتحويل (المنتمين) إليه نحو توجهات (خطيرة) تسعى بكل الطرق والوسائل إلى فرض سيطرتها و (هيمنتها) ليصبح الولاء لها أولا وأخيرا دون اهتمام بالاتحاد كـ(كيان) كبير له سماته المختلفة تماما عن أي ناد في المملكة والتي منحته (شعبية) جماهيرية وضعته في مكانة ومنزلة رفعت شأنه وحققت له سمعة خاصة وعامة لابد لكل أب وأم وأخ وأخت وصديق تأصل في أعماقه وانغرس في صدره محبة الاتحاد أن يحافظ على ثوابت أسسها (العميد) منذ اليوم الأول لتأسيسه وكان أهالي وعوائل عروس البحر جدة ومن بينها عائلة المرزوقي والفتيحي والكيال والجمجوم وال جميل والمسعود وقائمة طويلة من العوائل هي المشيدة والشاهدة على بناء هذا الكيان وتأسيس مفاهيم الانتماء إليه.
للرسالة تتمة ولصوت الحق بقية غدا في حديث (من القلب إلى القلب) مع والد ووالدة الدكتور خالد المرزوقي وطلبته في الجامعة والله المستعان.