|




عدنان جستنية
العيون عليك ‎
2010-05-12
استوقفتني طويلا كلمات قالها الوالد القائد الملك عبد الله بن عبد العزيز لأحد أبنائه الرياضيين كابتن فريق نادي الوطن اللاعب محمد نور أثناء استلامه الكأس الغالية وتتويج البطل في يوم تاريخي بالذهب الخالص وموعد خاص مع البطولة رقم (45).
ـ بالنص حرفيا قال (حفظه الله) لابنه بإحساس الأبوة ونظرات المعجب بفن أدائه الكروي وإبداع لاعب موهوب (العيون عليك)، وكأن في هذه الكلمات إشارات (بليغة) جدا يريد من نجم نادي الاتحاد والكرة السعودية والمحيطين به على مختلف تخصصاتهم وتوجهاتهم(استيعابها) جيدا وفك رموزها.
ـ وفق نظرة فنية (ثاقبة) لا يختلف حولها (اثنان) فالملاحظ من خلال عطاء ومجهود اللاعب محمد نور في مساء(الخماسية) إنه بالفعل كانت عيون زملائه في دفاع فريق الهلال متجهة إليه تراقبه وتحاول بشتى الطرق وبكل الوسائل الحد من خطورته، وهذا ما شاهده الملايين من المتفرجين، وأغلب ظني إنها وافقت المليك الرأي بينما في نهائي الموسم الماضي قال له (أبومتعب).. وينك ما شفناك.. تأكيد على مدى إعجابه بموهبته الكروية ومتابعته لنجم بارز من نجوم الكرة السعودية متى أفل نوره أو غاب.
ـ ذهب بي خيالي الواسع من خلال تأملي وقراءتي لتلك الكلمات إلى ما هو أبعد برؤية أكثر شمولية في مقاصدها الطيبة وأهدافها السامية، حيث حرص ولي الأمر على لفت نظر محمد نور وتوجيهه على أن كل عيون محبي الكرة عليه تتابعه إعحابا به مما يدعوه إلى ضرورة المحافظة على هذه المحبة وعلى نجومية مرتبطة ارتباطا وثيقا بها.
ـ وعندما نتلمس لفظا (عفويا) منبعه القلب لابد أننا من خلال الاستماع إليه والبحث جليا في مضمونه نجد في معانيه (خوفا) لا يعبر عنه بلغة مباشرة إنما طريق لمحة (صادقة) تخشى على ابن من أبناء هذا الوطن من (العين) لعل ابن مكة يأخذ حذره قدر الإمكان مهتما بنصيحة جاءت عبر إحساس غير مرئي ومشاعر نطقت بتلقائية في مقولة (العيون عليك).
ـ إشارة أخيرة ربما كانت تلك الكلمات (رسالة) تحمل في محتواها الأدبي والمعنوي(إنصافا) لموهبة ونجومية اللاعب محمد نور، إذ إن حالة الإعجاب لا تقتصر عليه في ناديه فحسب إنما تفرض رؤيته وتواجده مشاركا مع منتخب وطنه وهو سؤال لم يجد له إجابة شافية وكافية، فكانت اللفتة (الأبوية) حاضرة في تلك الليلة تطمئنه بأن (لا يحزن) ومبشرا له في نفس الوقت بأن (العيون عليك).. متوقعا من خلال المستوى الفني الذي قدمه بأن المدرب ستقع عينيه عليه ليتم اختياره وانضمامه إلى صفوف المنتخب.
ـ هذه اللفتة الحانية من الوالد القائد عبد الله بن عبد العزيز تجاه كابتن الاتحاد لم تكن الأولى إنما سبقها موقف آخر ولفتة أخرى.. حينما وجه الرئيس العام لرعاية الشباب بإصدار قرار ب (العفو عنه) من عقوبة الإيقاف لمدة موسم كامل والتي اتخذت بحقه.. وليمنحه (حفظه الله) الكارت الأبيض تقديرا لغيرته الوطنية على وطنه.
ـ في الختام يستأهل (أبو نوران) شهادة تكريم من حبيب الكل يرصدها التاريخ وتوثق في مسيرة حركته الرياضية لا تنساها ذاكرته على مدى مرور وتعاقب الأجيال.