|




عدنان جستنية
إعلام (فرقنا) وخالف تعرف
2010-04-19
حينما تخلف حارس نادي الاتحاد مبروك زايد عن مرافقة فريقه في إحدى مواجهات النمور الآسيوية تم تداول الخبر في جميع القنوات الفضائية حتى خيل لي أن قناة (CNN) الأمريكية سوف تباشر هي الأخرى في نشر الخبر والدخول في تحليلات وآراء نقدية حول ملابسات ومسببات غيابه حيث شاهدنا وسمعنا على مدى أسبوع وأكثر برامج تخصصت في طرح هذا الموضوع الذي أصبح (أم القضايا) في تلك الفترة.
ـ في اليومين الماضيين تابعنا موقف إدارة الكرة الهلالية من خلال مديرها الكابتن سامي الجابر تجاه غياب أبرز نجوم الفريق ياسر القحطاني حيث رفض عذر غيابه بسبب تأخره عن رحلة عودته من القاهرة حيث جاءت ردود الفعل الإعلامية متباينة بين مؤيد لمصداقية مدير الكرة ورافض لها ولعل أغرب ردة فعل جاءت هي من محلل قناة (سبورت7) الدكتور مدني رحيمي الذي وجه اللوم لسامي الجابر إذ أن علاقته باللاعبين تحتم عليه ألا يدلي بمثل هذه التصريحات والاكتفاء بالإجراءات الإدارية بما فيها من عقوبات لابد من مدرب الفريق جيرتس له رأي فيها.
ـ تناقض غريب لموقفين متشابهين للدكتور مدني رحيمي ففي حالة مبروك زايد طالب إدارة نادي الاتحاد بـ(الشفافية) ومصارحة الإعلام بالحقيقة المخفية حسب وجهة نظره بينما تغير موقفه (180) درجة مع حالة ياسر القحطاني، ففي الوقت الذي من المفترض أن يبارك مصداقية مديرة الكرة الهلالية والمتوافقة تماما مع الشفافية التي طالب بها الإدارة الاتحادية نراه يبدل أقواله دون إدراك منه أن ذاكرة المتلقي لا تنسى وترصد له ولغيره مثل هذه (التقلبات) التي تعطي انطباعا عن شخصية (متناقضة) ومع مرور الأيام تصبح محل (شك) في مصداقية ما تطرحه من آراء.
ـ ومن خلال متابعتي لآراء الدكتور مدني رحيمي وغيره من محللين وكتاب أجدهم من خلال حالات كثيرة أنهم يجيدون أسلوب (خالف تعرف) والبعض منهم تراه يبرز قوة عضلاته تجاه لاعبي أندية بذاتها فتسمع العجب العجاب من ألوان (الشجاعة) التي تبهر المشاهد بآرائه الجريئة بينما يحدث العكس تماما حيث ينقلب على عقبيه متنمقاً في لهجة حديثه (جبانا) في طرحه ويدهشك مشهد الصمت الذي يسيطر على ذلك المحلل أو الناقد لمجرد سماعه لصوت مسؤول لأحد الأندية حيث يرتبط لسانه فلا يقوى على الكلام.
ـ لتتأكدوا من صحة المواقف المتناقضة لهؤلاء المحسوبين على الكلمة تابعوا (الفرق) الشاسع فيما طرح وسوف يطرح في برامج القنوات الفضائية وينشر في أعمدة الكتاب عن حالة اللاعب ياسر القحطاني وإدارة الكرة وحالة مبروك زايد والحملة الإعلامية الشرسة التي واجهت اللاعب وناديه لتعرفوا من خلال المقارنة (إعلام فرقنا وخالف تعرف) وبالتالي لا تستعجبوا إن فقد المسؤول واللاعب والمدرب والمتلقي (الثقة) في هذه النوعية من المحللين والكتاب الصحفيين الذين بات وجودهم في وسائل الإعلام على طريقة بياع زمان (فرقنا) وكلام (ما بعنا بالكوم زي اليوم).