|




عدنان جستنية
وداعا للاعب الجنتل
2010-01-02
منذ ظهور نواف التمياط اللاعب الكبير في فكره أولا وفي خلقه ثانيا وعلى مستوى أدائه وعطائه في الملعب مع ناديه الزعيم ثم مع منتخباتنا الوطنية ثالثا كنت من أكثر المتفائلين ببزوع نجوميته والمؤكدين على أنه سيكون له شأن ومستقبل جيد في ملاعب الكرة السعودية.
ـ وبعدما صدق حدسي وحسن ظني فيه وأنا أراه متوهجا في وقت قصير جدا فارضا وجوده من خلال ما يتمتع به كلاعب وسط مميز من مهارات فنية وقدرات هداف من طراز اللمسة الواحدة وتسديدات قوية لا تخطئ الشباك إلى جانب سمات شخصية لاعب (جنتل) في كل شيء انتابني إحساس غريب عقب فترة وجيزة من متابعتي له بأن هذا النجم المتألق المبدع لن يعمر في الملاعب طويلا دون أن أعرف أسباب هذا الشعور إلى حين ما قبل إعلان اعتزاله الذي لم يكن نتيجة الإصابة المزمنة التي تعرض لها والتي شفي منها تماما عقب رحلة علاج طالت فترتها إنما حينما وجد مدربا لا يقدر موهبته الكروية وتاريخه مع معشوقته ناصع البياض ففضل الابتعاد بهدوء نسمة هواء عابرة متخذا قرار توديع الملاعب واعتزال الكرة بدون أي صخب إعلامي.
ـ حاول بطريقته الخاصة توظيف شهرته لما فيه مصلحة مجتمعه الرياضي عبر مواقف وطنية وإنسانية برزت ملامحها في حالات تجلت عن طريق صور (مشرفة) لثقافة ووعي اللاعب السعودي قدمها في أكثر من محفل وتظاهرة ومناسبة رياضية على المستوي المحلي والخارجي ولعل من أهمها وأبرزها مشاركته في أعمال خيرية ناهيكم عن مبادرات كشفت جوانب مهمة حول مدى اعتزازه بدينه وبلده وقوميته العربية حيث لا يمكن لنا أن ننسى الموقف الأدبي ( الشجاع) الذي صدر منه عندما اعترض على تواجد صحفي إسرائيلي في قاعة المؤتمرات الصحفية مطالبا الجهات المنظمة بطرده وإلا سوف ينسحب إذا لم يوافق على طلبه وقدتم على الفور الاستجابة لرغبته.
ـ سر اعتزاله الكرة يبقى لدي حتى كتابة هذه السطور (غامضا) رغم (دبلوماسية) إجاباته عندما يطرح عليه سؤال يفرض نفسه على زملاء المهنة لمعرفة اختياره لنهاية موعدها غير مناسب وتعد مبكرة جدا للاعب في سنه ولكن أغلب ظني أن اللاعب (الجنتل) ترك لنا من خلال (غموض) آخر حول (هرج ومرج ). يتعلق بخصوصية من تبنى مهرجان اعتزاله مساحة كبيرة من الإجابة التي تزيد من احترامنا وتقديرنا له مع امتنانا الشديد لموقف عضو الشرف الهلالي الأمير نواف بن محمد الذي غاب عن المشهد الهلالي والاهتمام بمثل هذه المناسبات حقبة من الزمن ليأتي (حضوره) متزامنا مع لمسة (وفاء) تحتاج من (منصف) التأمل والتوقف عندها طويلا ونحو رجال تظهر معادنهم الأصلية في المواقف الحاسمة مثله مثل عضو الشرف الاتحادي (الداعم) عبد المحسن آل الشيخ الذي سجل في اعتزال حمزة إدريس موقفا تاريخيا يدرس في معني رد الجميل لنجم رسم البسمة في شفاه جمهور ناديه وقادهم لمنصات البطولات.
ـ أخيرا وليس آخر.. وداعا نواف التمياط نشاركك فيه اليوم ونحن سعداء بك وبنهاية ندرك تماما بأنها ستكون بمثابة انطلاقة جديدة للأفضل وفي موقع يليق بـ(الجنتل مان) بإذن الله وتوفيقه.