|




عدنان جستنية
الاستقالة رسالة
2009-12-22
سمعنا وقرأنا عبر وسائل الإعلام عن استقالة رئيس نادي الاتحاد الدكتور خالد المرزوقى وعن رفض الرئيس العام لرعاية الشباب لها، وبدلا من أن نوجه سؤالا يطرح نفسه بإلحاح شديد: لماذا قدمها الدكتور المرزوقى الآن في هذا الوقت بالتحديد، والأسباب التي دفعته لذلك، ونردفه بسؤال آخر من المفترض ألا يغيب عن ذاكرتنا وهو: كيف يقدم على هذه الخطوة المخالفة تماما لتصريح صحفي أطلقه عقب تعادل الاتحاد أمام الفتح مباشرة حينما قال: أنا لا تهمني النتائج ما دام أن الرئيس العام ونائبه راضيان عني، وقدم شكره وامتنانه لهما لدعمهما القوي له.
- بمنطق العقل الذي لا يقبل التدليس ولا التسويف لا يمكن أن يستقيم مبدأ (الاستقالة) مهما كانت مسبباتها ووصلت مبرراتها مع ذلك التصريح، حيث إنه من غير المعقول بأي حال من الأحوال أن يظهر رئيس نادٍ على الملأ و(يعترف) اعترافا صريحا حول مدى (رضا) القيادة عليه وتقديره للدعم الذي يحظى به هو وأعضاء مجلس إداراته ثم يأتي في نفس اليوم أو اليوم الذي يليه (مضحيا) بمشاعر جماهير ناديه غير (الراضية) عن نتائج الفريق ليناقض نفسه أمام المسؤولين الداعمين لاستمراريته وأمام الإعلام والجماهير إلا في حالتين لا ثالث لهما.
- الحالة الأولى أنه وصل إلى قناعة لا رجعة فيها مهما كانت هناك محاولات الجهات (الرسمية) لثنيه والعدول عن (الاستقالة) بعدما وصل إلى مرحلة قادته إلى اتخاذ قرار نهائي يهتم بمصلحة خاصة تتعلق بصحته وأسرته وأجواء غير صحية لم يتعود عليها ولا يستطيع التكيف مع محيطها أو مصلحة عامة تخص النادي أو الاثنين معا. -الحالة الثانية أن الدكتور المرزوقى أراد من خلال هذه الاستقالة تقديم رسالتين الأولى لجمهور النادي الذي أصبح غير (راض) عنه بسبب تردي نتائج الفريق الكروي، يوضح من خلالها أنه لا يطمع في البقاء برئاسة الاتحاد في ظل مؤشرات تدل على أن هناك من يسعى إلى (إسقاطه) والتأثير على جماهير (نادي الوطن) للإساءة إليه عبر (مؤامرات) من داخل النادي وخارجه، مفضلا الحفاظ على الصورة والعلاقة الجميلة التي تربطه بمحبي العميد.
- بينما الرسالة الثانية وضعها في مرمى الجهات المعنية، فإما أن تقبل الاستقالة وتريحه أو ترفضها ليصبح موقفه (مرضيا) عنه أمام جماهير ناديه في (المقام الأول) وبالتالي تلتمس له (العذر) لأمر خرج عن إرادته.
أغلب ظني أن كلتا الرسالتين وصلت، ولعل الرسالة (الأهم) هي القادمة من القيادة الرياضية.