|




عدنان جستنية
استقالة خالد بن فهد
2009-12-14
لم تأتِ استقالة الأمير خالد بن فهد من عضوية هيئة أعضاء شرف نادي الاتحاد التي أعلن عنها حصريا للقناة الرياضية السعودية عبر برنامج (الدليل القاطع) من فراغ، إنما بناء على واقع مرير لأوضاع متردية على مستوى التركيبة الحالية لأعضاء الشرف، عجز عجزا تاما عن إجراء أي تغيير فيها أو إيجاد حلول لها، وفقا لشواهد اطلع عليها بنفسه كانت سببا (جوهريا) في انسحابه الأخير الذي لا رجعة فيه، واستقالتين (سابقتين) حينما كان رئيسا للهيئة الشرفية.
- لقد كشفت استقالة عضو الشرف المستقيل والمبتعد عن الوسط الرياضي تماما كما صرح بذلك أكثر من مرة في قنوات فضائية وصفحات رياضية أن المشكلة لا تكمن في رسوم مادية أو تصنيف يحدد لمن تعطى بطاقة العضوية الشرفية كما كان يعتقد،
بقدر ما أن هناك خلافات حادة وانقسامات واضحة للعيان بين أعضاء الشرف، فشلت كل محاولاته في (حلها) ووضع حد نهائي لها، ففضل الابتعاد خاصة بعدما شاهد بأم عينيه ولامس عن قرب تيارين من العيار الوزن الثقيل بدأت رغبة السيطرة والهيمنة تلوح في الأفق في أسلوب العلاقة الجديدة التي أصبحت تربطهما بإدارة النادي سواء الحالية أو السابقة، رافعة إحداهما شعار (إذا لم تكن معي فأنت ضدي).
- ولعل الذي يؤكد الوضع المزري لأعضاء شرف نادي الاتحاد أن استقالة الأمير خالد بن فهد لم تحرك (ساكنا) عندهم جميعا سواء الأطراف (المختلفة) فيما بينها والمتفرع منها تياران أو التي ارتأت مبدأ الخلود للراحة مفضلة أن تكون في صفوف المتفرجين.
- ألم يكن باستطاعة الفئتين المختلفتين تحت غطاء (الضرب من تحت الحزام) والفئة المتفرجة سواء التي كان للأمير خالد بن فهد موقف غير محايد منها حينما كان (رئيسا) للهيئة الشرفية أو تلك (المحسوبة) عليه والتي أطلق عليها صفة (الماسية) القيام بمبادرة رفض قاطع لهذه الاستقالة والمطالبة بعقد اجتماع عاجل لهيئة أعضاء الشرف تحت مظلة (اتحاد) يجمعهم برئاسة (كبيرهم) وفخرهم الرئيس الفخري الأمير (طلال بن منصور) لمناقشة مسببات هذه الاستقالة، وابتعاد العضو غير (المؤثر) حاليا منصور البلوي، وكذلك بحث كافة السبل الممكنة لإعادة ترتيب البيت الاتحادي من الداخل ودعم قوي لإدارة المرزوقي وبالذات في المرحلة الحرجة والصعبة التي يمر بها ناديهم.
- التاريخ الاتحادي على مر السنين والأجيال دوّن في سجلاته الكثير من الخلافات والاختلافات بين (رجال) العميد والذين نجحوا بسرعة متناهية من أجل (اتحادهم) في تجاوزها واحتوائها، فماذا يمنع القيام بنفس الدور حاليا وبدء صفحة جديدة من الود و(التكاتف) بدلا من هذا (التمزق) الذي بدأت الآن واضحة انعكاساته (السلبية) على ناديهم وجماهيره المكتئبة والحزينة جدا جدا.
- وإذا كانت مثل هذه المبادرة لن تجد من يملك زمام الإقدام عليها فلا بد أن تكون هناك وقفة صادقة مع مفهوم ومبدأ الشجاعة (الأدبية) التي انطلقت منها (استقالة) عضو شرف اتحادي وانسحابه، وذلك عن طريق الاستفادة من (مغزاها) كدرس يفرض على أعضاء الشرف عدم (التهور) في ثرثرة تصريحات إعلامية أو من خلال مواقف الغاية منها (تصفية) حسابات شخصية لا تخدم الكيان إنما تصبح (وبالا) عليه، تعمق جراحه وتضاعف إخفاقاته ومزيد من (الضحايا) لمحبين (تاهوا) في معمعة (انفلات) وانشقاق اتحادي، بحثا عن دور (البطولة).