|




عدنان جستنية
إيه ذنب هذا الجمهور؟
2009-12-04
لم تمض أربع وعشرون ساعة على أحداث الشغب الجماهيري التي حدثت في مباراة (الاتفاق والاتحاد) وقبل انتهاء إجازة الحج إلا وقد أصدرت اللجنة (المعنية) قرارها (الشجاع) في سرعة اتخاذ (عقوبة) ضد جماهير الاتحاد في (جدة) بما يدل على (عظمة) عميد الأندية السعودية الذي من (السهل) جدا تطبيق الأنظمة عليه بحذافيرها وفي زمن قياسي دون (الخوف) من ردود أفعال يخشى من عواقبها وتدخلات لها حساباتها (الخاصة).
ـ وبما أن القرار صدر وفقاً للوائح وأنظمة فيجب احترامه ودعم تنفيذه وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة منه وبالذات في مثل هذه الحالات التي تحتاج إلى موقف صارم وحاد تجاه كل من يحاول إثارة الفوضى في ملاعبنا عبر الإقدام على سلوكيات مرفوضة خارجة عن الروح الرياضية على أنني أشك كثيرا في أن تقدم جماهير الاتحاد المعروفة بالتشجيع (المثالي) على مثل هذه التصرفات إلا أن تكون فردية من مشجع ومشجعين أو من قبل جماهير (مدسوسة) ترغب الإساءة للكيان الاتحادي وتسعى إلى قرار يلبي (غاياتها) فكان لها ما تريد.
ـ ومثلما كانت هناك أندية معترضة على قرار نقل مباراة فرقها إلى غير ملاعبها لتضررها من عقوبة تفقدها (ميزة) اللعب على أرضها مطالبة أن تقام المباراة بدون جمهور فإنني أعترض على كلتا العقوبتين كـ (مضمون) بينما شكلاً أتفق مع أهدافهما وذلك من منظور أنهما تستهدفان جمهور النادي بمقره الرئيسي وفي ذلك (ظلم) لجمهور يعاقب لذنب لم يرتكبه وبريء منه فمثلا جمهور الاتحاد في جدة (عوقب) من تشجيع ناديه عقب نقل مباراة فريقه أمام الفتح إلى ملعب الإحساء. في حين أن من أقدم على سوء السلوك والخروج عن الروح الرياضية هو جمهور الدمام (المحسوب) على الاتحاد.
ـ ولو دققنا وبحثنا جيدا عن الأهداف التي يرمي إليها قرار (الحرمان) بعيدا عن (رمزيته) فإننا نجد الغاية (المرجوة) من (عقوبة) الجمهور المتسبب في إثارة الشعب لن تتحقق مادام أن الجاني (الحقيقي) فلت من العقوبة وبالتالي من الممكن أن يتكرر الشغب مرات ومرات من جمهور النادي في المدينة نفسها.
ـ ولهذا فإنني أقترح على اللجنة الفنية أن ترحل العقوبة إلى مسابقة أخرى في حالة التقاء الفريقين أو في الموسم الذي يليه بحيث يحرم الجمهور المسجل ضده ما يشبه (البطاقة الحمراء) لسوء سلوك سابق أقدم عليه من دخول المدرجات المخصصة له وتشجيع فريقه وبذلك نضمن تطبيق العقوبة على من (يستحقها) وليس على جمهور يتحمل (وزر) غيره.
ـ قد ترى اللجنة الفنية وجهات أخرى معنية أن تطبيق مثل هذه الإجراءات فيه من الصعوبة نتيجة استحالة معرفة هوية ميول المشجع أو قدرة التحكم بحرمانه من دخول الملعب ولهذا فإنني أرى لتفادي هذا الموقف الصعب والحرج أن تسند مهمة بيع التذاكر في هذه الحالة للنادي (المستضيف) الذي باستطاعته السيطرة على جمهوره والحريص على استثمار هذه الفرصة لتشجيع فريفه بكثافة جماهيرية تسهل له مهمة الفوز على فريق بدون جمهور يسانده.