|




عدنان جستنية
النقد بين الإساءة والتطبيل
2009-11-12
لم يعد المتلقي (الواعي)جدا لما يطرح عبر وسائل الإعلام المختلفة من آراء (نقدية) بغافل عمن يحاولون (تشويه) الدور(المؤثر) الذي يقوم به (الناقد) كرسالة مهمة لمجتمعة تستهدف وتنشد (التصحيح والتغيير) أملا في إيجاد نقلة تطويرية ترمي إلى تحقيق إنجازات (مشهودة) على أرض الواقع وذلك وفقا لرؤية تخاطب عقلية هذا المتلقي وعقلية (المعنيين) بذلك النقد.
ـ منذ زمن بعيد وإلى يومنا هذا هناك من يضيق ذرعا من أي رأي لا يتوافق مع أهوائه وتوجهاته ويتضايق أكثر عندما تواجهه بعيوبه وأخطائه خاصة إن كانت مشفوعة بحقائق دامغة مرئية للعيان موضحا له بالأدلة والبراهين مكامن الخلل الذي يقتضي منه الاهتمام به ومعالجته.
ـ وفي الوقت الذي يتوقع منه الجميع تراجعا لموقف أخطأ في طريقة التعامل معه تراه متأففا من ذلك النقد ومتعجرفا لدرجة وصلت به لمرحلة (الغطرسة) ثم عنجهية صفات إنسان (مغرور) يرفض رفضا قاطعا إسداء أي نصيحة صادقة تدخل في دائرة النقد الموجه للعمل الذي يقوم به.
ـ إن هؤلاء الذين لهم موقف من الكلمة التي (تعريهم) أمام الرأي العام حقيقة (تشفق)عليهم ذلك أنهم بمجرد وضعهم على) المحك) تراهم يرددون مبررات واهية وأعذار لم يملوا من تكرار ذكرها ولا يخجلون من الرجوع إليها مع كل إخفاق وسقوط وهزيمة.
ـ ولعل الأدهى من ذلك كله أنه على الرغم من تلك المبررات والأعذار التي لم تعد لها قيمة تذكر عند متلق أصبح (يتقزز) و(يتنرفز) من لهجة خطاب مبالغ فيه يفتقد إلى(المصداقية) مع الذات إلا أن هذه الفئة (المتعالية) على النقد تستخدم طرقا (ملتوية) لا تليق بها والمسؤولية المناطة بها صغيرة كانت أم كبيرة عبر لجوئها لحملة (تضليل) و(تطبيل) لاقت استياء الشارع الرياضي وشوهتها أكثر.
ـ كان بإمكان هذا الفكر الرافض للرأي الآخر الذي يصارحها بعلل ومشاكل تعاني منها في إطار منظومة عمل قابلة بأن تخطيء وتصيب أن تنظر للنقد الموجه لها نظرة (إيجابية) وتكون أكثر (لباقة) في منهجية التفاعل معه عبر ممارسة منطق (الحوار) بلغة (حضارية) تعكس فكرها وبذلك تكسب معركتها أمام الرأي العام وأمام النقاد.
ـ عموما.. كان لابد لي من طرح هذه الرؤية النقدية أيضا وذلك بعدما لاحظت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاستياء من النقد ورفضه بطريقة كشفت للمتلقي أن هناك من لا يفرق بين النقد الهادف البناء ونقد فيه إساءة كبيرة لحملة القلم ورسالة الإعلام إذا مورس من خلاله (تطبيل) سيكون المتضرر منه مجتمع رياضي كامل والشواهد على ذلك كثيرة.. والله الهادي لسواء السبيل.