|




عدنان جستنية
الانتقام من عاصم
2009-11-06
من الوهلة الأولى لقراءتي لمقال زميلنا الكاتب الصحفي (عاصم) وتحديدا النقد القاسي جدا بما فيه تلميح المقصود به شخصي قلت محادثا نفسي من يكون هذا الذي (يحط رأسه برأسي) حتى يتجرأ وينتقدني ولابد من اتخاذ اجراءات حاسمة وفورية ليعرف حجمه الطبيعي تكتم أنفاسه وتحرم على قلمه مرة ثانية الكتابة عني سلبا.
ـ هذا هو الشعور (الانتقامي) الذي انتابني وأنا أسمع أصوات بنات أفكاري تحرضني على إجراءات من المفترض القيام بها لـ(تأديبه) رافضين مبدأ (الرحمة) نهائيا وعليه قررت ما يلي:
ـ الإجراء الأول.. التعتيم على اسمه من خلال الجريدة التي يكتب فيها أو عبر أي مصادر أخرى تتداول آراءه وتدعم فكره وذلك عن طريق الاستفادة من علاقاتي وما أتمتع به من نفوذ شخصي حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه مهاجمتي من أي منبر إعلامي كان.
ـ الإجراء الثاني.. الإعلان عن (مقاطعة) شاملة مستخدما كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة التي تقربني من سلطة قوية تمنحني (الضوء الأخضر) لتفعيل قرار المقاطعة من الجميع بدون استثناء مشددا على كافة الزملاء بعدم التفاعل معه وإلا سيحل (غضبي) عليهم بتسخير أقلام صحفية ومنتديات الكترونية تنال منهم ومن (مهنيتهم).
ـ الإجراء الثالث.. توجيه حملة إعلامية مركزة بتشويه صورته أمام الرأي العام وعند الشارع الرياضي (الاتحادي) على وجه الخصوص ولا يمنعني ذلك من توجيه اتهامات تضرب (تحت الحزام) تشكك في مصداقيته وأمانته الصحفية.
ـ ذاتية الأنا بكل مافيها من أنماط النرجسية والاستعلاء سيطرت على حواسي لممارسة (انتقام) يرضي غروري وكبريائي ولو كان على حساب حرية الكلمة وزملاء انتزع منهم حق اتخاذ القرار بحكم علاقتي بهم وقربهم مني.
ـ لمعرفتي بردة الفعل التي ستأتي من المتلقي والتي تعبر عن (استياء) شديد للموقف الذي اتخذته الرافض تماما لـ(الرأي والرأي الآخر) ولقناعتي بأننا في عصر منفتح إعلاميا يؤمن بلغة (الحوار) ويمقت مثل هذه الإجراءات (التعسفية) التي تكشف عن (ضعفي) وبالتالي (ثقة) مفقودة في نفسي وقدراتي وإمكاناتي قررت الاتصال بصاحب القلم (الجميل) زميل الحرف عاصم لـ(أتحاور) معه حول (وجهة نظر) ينبغي علي أن أحترمها فلربما يكون على (حق) أو أتمكن من تغيير قناعته بعدما يستمع لآرائي.
ـ هذه هي الخطوة التي اتخذتها وكان حوارا دافئا بيننا فيه من (العفوية) التي أكدت أن هناك كثيرا من النقاط التي نلتقي فيها ونقاط أخرى نختلف حولها دون أن يكون لهذا الاختلاف دور في إفساد (الود) الذي بيننا ويؤدي بالتالي إلى استعراض عضلات تشوه صورة حملة القلم في لحظة غياب (المنطق) والفكر الديموقراطي.