|




عدنان جستنية
ثلاثية نور والهدف الخامس
2009-11-02
مر على الهدف الخرافي الذي سجله أعجوبة الكرة السعودية والآسيوية محمد نور في مرمى الفريق الياباني ثلاثة عشر يوما دون أن أكتب حرفا واحدا عنه، ومع كل محاولة لأمرر قلمي لعله يستطيع الغوص في أعماق تلك الجاذبية (المغناطيسية) التي منعت الكرة من أن تلج الشباك لتشكل رأسية القوة العاشرة منظرا جماليا فيه الإبداع والمتعة أجدني غير قادر على العوم في وصفه.. فما بالكم الغوص، فأعود متراجعا عن الكتابة خوفا من أن (أغرق).
ـ استوقفتني تلك اللحظات الصادقة وبعدما أحرز الهدف الخامس ليأخذ الكرة مغيرا اتجاهه إلى المقصورة الرئيسية وليس لمنتصف الملعب وهو يعبر عن فرحه بـ(سلطان) وتهنئة صادرة من القلب عبر تلويحة فيها من الاحترام والتقدير عبر إشارة وضع اليد فوق الرأس، وقد حمل اللاعبون قائدهم على أكتافهم ليشاركوه نفس التحية ومشاعر الفرح.
ـ بحثت في ذلك المساء عن لغة (الأرقام) وسر أهداف (ثلاثة) سجلها دفعة واحدة في مباراة واحدة والحكمة من الحضور القوي له في تلك الليلة على وجه التحديد، والأدهى من ذلك كله الهدف (الخامس) فتشت عن خفايا أسراره الحقيقية التي جعلته (يحتفي) به من دون الأربعة التي سبقته اثنان منها سجلت باسمه.
ـ قناعاتي بأن فك طلاسم الأرقام هو جزء من (علم) لا يمكن تجاهله ويوجد في هذا العصر من (المتخصصين) الذين بمقدورهم تفسير تلك الخصوصية التي حظي بها الهدف (الخامس) من احتفاء وتقدير، إلا أنني سمحت لخيالي الواسع أن يخوض تجربة المحاولة والاجتهاد فلربما يحالفني الحظ وأوفق في كشف سر مفتاح جدة ابن مكة محمد نور.
ـ بين أمل وصول الكرة السعودية إلى المحفل (العالمي) للمرة (الخامسة) على التوالي والذي لم يتحقق وأهداف (خمسة) سجلت في مرمى الكوري الجنوبي كأن نور الاتحاد أراد الجمع بين الحالتين ليحتفي بالهدف (الخامس) على مرأى أمير الشباب والرياضة عبر رسالة تهنئة عنوانها بالمختصر المفيد (مالها إلا الاتحاد).
ـ تغلغلت أكثر في إعادة قراءة (ثلاثية) نور ورواية هدف (خامس) ثم صناعة (سداسية) التفوق لعلني أفهم واستوعب حكمة هذا التألق اليومي والعددي في حضرة (وجه السعد)، وإبداع أسطوري سطر باسم نجوم (الأصفر) بقيادة كابتن فريق قدم إشارة بليغة مضمونها (كل لبيب بالإشارة يفهم) ليؤكد أن الحب ثمنه غاليا لبلوغ انتصارات باسم الكرة السعودية شاهدنا بصمتها في ليلة تاريخية.