|




عدنان جستنية
بشجاعة أوباما
2009-10-16
الصدق مع الذات والمكان والزمان والحقيقة التي يعرفها كل الناس قادت الرئيس الأمريكي (أوباما) للقول عقب حصوله على جائزة (نوبل) بمنتهى (الشجاعة) إنه لا يستحق الجائزة.
ـ كان بمقدوره أن يكون مجاملا لمن منحوه الجائزة العالمية، إلا أن قناعاته الشخصية لما قدمه لبلده وشعبه وللعالم منعته من أن لا يسجل ذلك (الاعتراف) الذي أضاف له احتراما وتقديرا ولم ينقص منه شيئا لا من مكانته ولا من حق أدبي ومعنوي ومادي حصل عليه.
ـ على الرغم من أنه كان (السباق) في إيضاح موقفه صراحة إلا أنه بعدما تداولت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية عموما الخبر بكل ما فيه من حالة استعجاب أظهرها البعض عبر آراء عبروا عنها من أبناء جلدته ووطن هو رئيس له لم (يتضايق) ممن انتقدوا الذين رشحوه واختاروه لهذه الجائزة.
ـ لم تأخذه (العزة بالإثم) ويتجه به الفكر إلى منحنى الدفاع عن الذات بقوة سلطة يمتلكها ونفوذ قوي قادر على استخدامه من خلال إعلام يعلم العالم كله مدى قوته وتأثيره والقدرة على تأييده وتهنئته بهذه الجائزة رغما عن أنوف المعارضين والمشككين.
ـ تفاعل مع الرأي والرأي الآخر بمبدأ (القوة) التي كونت عنده تلك (الشجاعة) مكتفيا بذلك حتى لا يظهر (ضعيفا) لو أنه حاول الدفاع عن نفسه أو لجأ إلى مصادرة آراء الآخرين من منظور أنهم ضده أو أن غيرتهم الوطنية يجب أن يعاد النظر فيها لعدم احتفائهم بإنجاز لا يمثله شخصيا إنما يحسب للوطن ورئيسه.
ـ بحكمة فضاء الحرية التي يؤمن بها طبق الديموقراطية دون تذمر يدعوه إلى مطالبة معاونيه بالتصدي للرأي المضاد باتخاذ إجراءات مضادة تبرز قوة أقوى رئيس دولة عظمى في العالم عن طريق عقوبات موجهة لأي طرف عارض واحتج على جائزة (نوبل) التي نالها، وذلك من خلال قطع المعونات التي تقدم لها من أمريكا أو.. أو.. أو.. أو.
ـ ما أريد قوله في نهاية هذه الكلمة أن (ثقة) الإنسان في نفسه وفي عمله هي أكبر جائزة يمنحها لنفسه وأفضل لقب يحصل عليه من رأي عام يعجب بفكره ومنطق تعامله، ولو أن (أوباما) تخلى عن شجاعته وظهر يفاخر بالجائزة وعدد إنجازاته لخسر كثيرا ولسمع من يقول له ألف مبروك يا ريس (هدية) نوبل لمن لا يستحقها.
ـ أعجبتني بالأمس تصريحات رئيس الشباب خالد البلطان ونائبه تركي الخليوي وهما يعترفان بخطأ إداري تسبب في إلغاء فوز مستحق للشباب كنتيجة، حيث لم يلجآ إلى المبررات واتهامات تنال من مراقب المباراة ولجان الاتحاد السعودي لكرة القدم.