|




عدنان جستنية
الفن وثقافة مجتمع رياضي
2009-10-01
الذين ينادون بالحرية الشخصية ويدعون انتماءهم للفكرأوالتيار الليبرالي ممن لهم ارتباط كامل أو جزئي بالرياضة (أدارة ونشاطا وإعلاما) هم الأكثر تطرفا ورفضا لهذا السلوك الإنساني عندما لاينسجم مع ميولاتهم ولايتوافق مع رغباتهم حيث تفاجأ بل وتصدم في كثير من الأحيان بمواقفهم المزدوجة بكل أوجه التناقضات التي لايبالون بممارستها ولايعبأون بما سيقال عنهم أو يؤخذ عليهم في حين أنهم يعدون من شخصيات المجتمع المعروفة والمشهورة والمحسوبة على الفئة المثقفة فيه.
ـ من خلال تجربتي الإعلامية المقروءة والمرئية مرت علي هذه النوعية من الشخصيات التي شاءت الظروف من خلال معرفتي بهم عبر مواقعهم الرسمية أو عن طريق ردود أفعالهم لما أطرحه من آراء صريحة و(جريئة) اكتشفت كم كنت إنا وغيري (مخدوعين) بهم وبإنتاج إبداعي ملك جوارحنا أعجابا به وبالفكر الذي ينطلق منه ويدعو إليه.
ـ على الرغم من مرارة هذا الاكتشاف بما فيه من ألم وحسرات إلا أنني حاولت استرجاع ذاكرتي الصحفية في الفترة التي كنت مسؤولا عن الصفحات الفنية وكاتبا وناقدا فيها لأعرف الفرق بين منسوبي الوسطين الرياضي والفني إن كان هناك تشابه من حيث السلوك الفكري الرافض للرأي الآخر والحرية الشخصية إذ لم أجد في تلك الحقبة الزمنية والتي كانت حافلة بتنافس شديد بين قطبي الأغنية السعودية الفنان الراحل طلال مداح والفنان محمد عبده(ازدواجية) الشخصية عبر اتخاذ مواقف متناقضة تجاه من يختلفون في الرأي أو التعامل معهم سواء الذين يرتبطون بعلاقة عمل كالمؤلف والملحن أو على مستوى الصحافة الفنية والتي كانت في تلك الفترة بين القائمين عليها وكتابها صراع حاد جدا بين الطلاليين وكنت واحدا منهم والعبداويين وكانوا قلة قليلة من الأهلاويين.
ـ لم يحدث أن صرح طلال أو محمد بمقاطعة أي مؤلف أو موسيقي يتعاون مع الطرف الثاني والداعمين له مهما وصل حجم اختلافات الرأي بين الفنانين العملاقين حتى على مستوى الصحافة الفنية لم تصدر منهما أي مقاطعة لجريدة ما بسب موقف ضد كاتب صحفي أو ماشابه ذلك على الرغم مما يتمتعان به من نفوذ مكتسب عبر محبة كبيرة على أعلى مستوى في السلطة.
- كذلك الحال بالنسبة للصحافة الفنية لم يسبق لها أن اتخذت موقفا من أي فنان مطرب تطالبه بمقاطعة زميله الفنان أو مؤلف أو ملحن أو حتى وسيلة إعلامية أو التعدي على حقوقهم بسلطة المال والجاه.
- خلاصة القول من خلال طرحي لهذه المقارنة أن ثقافة أي مجتمع يمكن معرفتها واكتشافها من خلال واقع ملموس لفكر صادق ملتزم بمبادئ وقيم لا كذب ولا خداع يشوبها ولا (حقد و دسائس) بين منسوبيه.