|




عدنان جستنية
أو .. أو
2009-09-09
من حق جماهير الكرة السعودية أن تتعاطف مع منتخب بلادها هذا اليوم وتمارس كل أنواع وألوان الدعم له في مواجهته المصيرية والحاسمة أمام المنتخب البحريني الشقيق، حتى وإن لم تكن راضية عن المستويات التي قدمها ونتائجه المخيبة للآمال، إلا أنها بدون أدنى شك ما زالت متمسكة ببصيص نغمة (أو.. أو)، لعل فيها ما يريحها، وبالتالي يتجاوز الأخضر لـ(أو) الأولى من خلال فوز ساحق على الأحمر، يمهد الطريق بنسبة 50% لتخطي عقبة (أو) الثانية وذلك في اختبار ملحق (أنت وحظك).
ـ كما أن هذه الجماهير الغيورة على سمعة كرة بلادها تخاطب من خلال معطيات ظاهرة لها (المنطق) الذي يدعوها إلى رفض الدخول في معمعة (أو.. أو) ولفحات (التفاؤل) التي سبق أن تشكلت وتكونت عندها في لحظة شعورها بالقوة وسمات (البطولة) جزء من تاريخ تراهن عليه وتفتخر به، ولهذا لم يعُد يهمها تحقيق فرحة (مؤقتة) تتكرر بسيناريو (البركة)، وكما يقولون (دعاء) الوالدين، إنما الأهم لديها قفزة نوعية للمنتخب السعودي تمنح الثقة والاطمئنان لمحبيه عندما تكون المواجهات مع منتخبات عالمية، وتحديدا في بطولة كأس العالم.
ـ بين هاتين (الحالتين) تعيش هذه الجماهير مشاعر (متناقضة)، فهي تتمنى فوز الأخضر هذا المساء ثم كسب المنتخب النيوزلندي للتأهل لنهائي بطولة كأس العالم التي ستقام في جنوب إفريقيا، وفي نفس الوقت تخشى من عواقب (أو) وأخواتها عبر مهازل كروية تغتال كل الجهود التي بذلت وتقتل طموحات وطن ومواطن.
ـ من الصعب أن أقول إن (بسيرو) باستطاعته هذا المساء عمل المستحيل الذي ينقل جماهير الكرة السعودية من مرحلة الخوف إلى مرحلة الثقة، وذلك من خلال مباراة واحدة، إنما يمكنني القول إنها فرصته الأخيرة لإثبات أنه مدرب كفء، وأن الهزات التي مر بها الأخضر ما هي إلا أعراض لمرض (مزمن) موجود في اللاعب السعودي، حيث تمكن من اكتشاف العلاج التدريجي للقضاء عليه ابتداءً من اليوم.. وأتمنى ذلك.
ـ لا يهمني هذا المدرب بمن سيلعب، فكل الإمكانات متوفرة لديه، ولو أحسن توظيفها جيدا فلن يخسر الأخضر.. ولا يهمني كيف سوف يلعب، بثلاثة محاور أو محورين أو بمهاجم أو مهاجمين، فالطريقة لا تهمني والتكتيك لا ألقي له بالا، إنما المهم عندي أن أرى بصمة فنية لـ(بسيرو) عبر شواهد ملموسة في أرض الملعب لا ترتبط بحماس اللاعبين فقط، إنما تجانس في الأداء والعطاء وروح قتالية تظهر لنا عبر منظومة متكاملة تبعد عنا القلق وترمي خلفنا هم حسابات (أو.. أو) التي تعبنا ومللنا منها.