|




عدنان جستنية
الدكتور (توفيق) ودرس أخلاقي
2009-09-01
من أبرز عيوب العرب إذا اختلفوا فيما بينهم نسوا تماماً الطيب والمعروف الذي كان يجمعهم وفي نفس الوقت لا يفتكرون غير الجوانب السيئة جدا وبالتالي يكبرونها ويعملون (من الحبة قبة) باستخدامها للنيل من بعضهم البعض لدرجة لا تمنعهم من الإساءة التي تصل إلى مرحلة الضرر والأذية والتعدي على (حقوق) الآخرين .
من خلال قربي واطلاعي على الخلافات القائمة بين قلة قليلة من أعضاء شرف نادي الاتحاد والتي سببها اختلاف في الرأي تحولت إلى صراعات (شخصية) ولا تليق بمكانتهم الاجتماعية ولا بسمعة ناديهم وإن كانت فيها نوع من (الفضفضة) والمصارحة التي آمل أن تكون بداية حقيقية لـ(تصفية النفوس) وإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية كعادة العرب الذين أيضا إذا ثاروا غضبا وهاجوا ضد مصالحهم يعودون إلى الصفاء والتآخي في لحظة (رحمن) كما يقولون من خلال (مبادرة) يقدم عليها (حكيم) القوم.
قبل يومين عقد اجتماع أعضاء شرف نادي الاتحاد وقد أعجبني موقف رجولي و(حضاري) من عضو الشرف الدكتور (توفيق رحيمي) حينما اعترض على زميله (سالم بن محفوظ) الذي حاول (الانتقاص) بطريقة وأخرى من جهود عضو الشرف (منصور البلوي) وتجاهل الكؤوس والإنجازات والدعم اللامحدود الذي قدمه لناديه حيث تصدى (توفيق) لتلميحاته الرامية إلى تصفية حسابات شخصية .
ترجم الدكتور توفيق رحيمي عبر المحاضرة الأخلاقية التي ألقاها في ذلك الاجتماع (درساً) بليغاً و (مؤثراً) في معنى مفهوم (ثقافة الاختلاف) مع علمي بأن له قناعاته (المختلفة) تماما عن فكر منصور البلوي ومعارض شديد لبعض من توجهاته في طريقة إدارة النادي إلا أنه لم (يبخس) حقه إنما كان منصفاً له و (مقدرا) لجهوده التي لا تخفى على الجميع وكانت سبباً رئيسياً في رفع شأن (نادي الوطن) محليا وإقليميا وقاريا وعالميا.
أتمنى من أعماق قلبي أن يكون ذلك الدرس فيه من (العبر) التي تجعل من ابن محفوظ (سالم) وغيره بالعودة إلى جادة الصواب ومدركين حجم أهمية اختلافات الرأي التي يجب ألا تؤثر على القيمة الحقيقية لمعنى (الوفاء) والتي من المفترض توفرها في أخلاقيات الرجال مهما اختلفوا وتباعدت بينهم الدروب.
شكرا وتعظيم سلام للدكتور (المثقف) توفيق رحيمي على لمسة (الوفاء) التي عبر عنها وعن الفكر الذي انطلق منه في موقف (رجولي) .. وكم نحن في مجتمعنا في حاجة إلى (رجال) من أمثاله يقدرون مواقف (الرجال) ويظهرون في المواقف الصعبة كعادة (الكبار) في أقوالهم وأفعالهم.